لحظات إنسانية، موقف نبيل ومشاهد مؤثرة بالفعل رصدتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عند هبوط آخر رحلة على الإطلاق تنظمها شركة «توماس كوك» البريطانية للسياحة التي أعلنت أمس انهيارها وإفلاسها رسمياً.
فبحسب ما نشرته الصحيفة أمس، هبطت الرحلة القادمة من نيويورك في مطار «مانشستر» البريطاني في تمام الساعة التاسعة من صباح أمس بتوقيت «غرينتش»، على متن الطائرة «إيرباص أيه 330» القادمة من مدينة «أورلاندو» الأمريكية، مسدلة الستار على 178 عاماً كاملاً من النجاح والتاريخ المتألق لشركة «توماس كوك» التي كانت عملاقة يوماً ما، وصارت بين عشية وضحاها أثراً بعد عين.
وعند هبوط الطائرة، تقدمت إحدى أفراد طاقمها بالشكر عبر مكبر الصوت إلى المسافرين لتواجدهم على متن الطائرة في آخر رحلات «توماس كوك» على الإطلاق.
ولأن المسافرين يدركون أن أفراد طاقم الطائرة صاروا بلا عمل، شأنهم شأن كافة العاملين في الشركة المنهارة، قام عدد منهم في موقف انساني نبيل بجمع مبلغ مالي من بعضهم البعض وأعطوها لأفراد الطاقم، كدعم مالي لهم يساعدهم على مواجهة حالة البطالة التي وجدوا أنفسهم فيها على نحو مباغت.
وكانت حصيلة المبلغ هي خمسة آلاف جنيه إسترليني «حوالي 6.200 دولار».
وذكرت «ديلي ميل» أن هذا الموقف لم يكن هو الوحيد من نوعه على متن رحلات «توماس كوك» التي جرت خلال الأيام الأخيرة.
فعلى سبيل المثال، حدث موقف مشابه الجمعة الماضي عند هبوط رحلة تابعة للشركة المفلسة في مطار «مانشستر»، قادمة من مدينة «لاس فيغاس» الأمريكية،
وكانت محاولات انقاذ الشركة من الإفلاس لم تنته بعد آنذاك، حيث خاطبت إحدى مضيفات الرحلة المسافرين قبل مغادرتهم للطائرة، قائلة: «رجاءً، هلا شاركتم في عمل صغير من أجل «توماس كوك» أود توثيقه على صفحة شركتنا بعد الهبوط؟ أود منكم أن ترفعوا الإبهام جميعاً قائلين في صوت واحد: حظ سعيد لــ «توماس كوك» »، ليستجيب كافة المسافرين لطلبها على الفور.
يُذكر أن «توماس كوك» تعد أقدم شركة سياحية في العالم، وقد أعلنت أمس انهيارها رسمياً والبدء في إجراءات إشهار إفلاسها، بعد أن فشلت كافة محاولات جمع أموال لإنقاذها.