لا يشعر بالمحتاج إلا محتاج مثله مر بنفس المعاناة والظروف القاسية، واقع أكدته أغرب «قرعة يانصيب» أجرتها شركة خاصة لليانصيب في فرنسا، حيث ربح مشرد يدعى جيريمي يانك، قرعة يانصيب بقيمة مليون يورو يوم الثلاثاء 17 سبتمبر الجاري، وفوجئت الشركة بتبرع سعيد الحظ المعدوم الحال بـ 90% من قيمة الجائزة لجمعية أهلية معنية برعاية المشردين في باريس، كانت تقدم له الدعم قبل أن يصبح مليونيراً لساعات فقط!.
وقال فيليب فالبريه، مدير العلاقات بشركة اليانصيب: ربح جيريمي يانك، الفرنسي الجنسية «51 عاماً» قسيمة يانصيب بقيمة مليون يورو، يوم الثلاثاء الماضي، وجاء إلى مقر الشركة لتسلّم الشيك، فوجدناه مشرداً حالته رثة وأوراقه الثبوتية منتهية الصلاحية، وقال إن جمعية رعاية المشردين بباريس - جمعية أهلية- تتكفل به، وهذه أول مرة نواجه مثل هذه الحالات، فطلبنا من الجمعية المتكفلة برعايته إتمام إجراءات تجديد وثائق إثبات الشخصية الخاصة به لإتمام عملية تسليمه قيمة اليانصيب، لكنه تقدم بطلب للحصول على قيمة 10% فقط من قيمة المبلغ -100 ألف يورو- على أن يذهب باقي المبلغ وقيمته 900 ألف يورو كتبرع لجمعية رعاية المشردين في باريس، والتي تكفلت به وقدمت الرعاية له ولمئات المشردين مثله طوال عقود، ما جعلها أغرب جائزة تمر على الشركة منذ تأسيسها.
وأضاف فالبريه: سألت الرابح جيريمي يانك في إطار نقاش ودي عن سبب تبرعه بجل قيمة الجائزة وعدم الاستئثار بها كاملة، فكانت إجابته صادمة حيث قال: «عشت أربعة عقود مشرداً أتلقى المساعدات من الناس، وقدمت جمعية رعاية المشردين بباريس الرعاية الكاملة لي منذ حوالي عشر سنوات، ووفرت لي المأوى مع عشرات الأصدقاء في مثل وضعيتي الهشة، واليوم بعد أن تجاوزت الـ50 من عمري أصبحت بلا طموح وماتت الرغبات والحاجات في نفسي، لا أريد شيئاً سوى أن أعيش ما تبقى من عمري وسط من عرفتهم وتعودت على الحياة معهم، لا أريد شيئاً، فقط أريد أن لا يعاني أحد مثلما عانيت».
واختتم جيريمي يانك - المشرد المليونير-: أراهن في مسابقات اليانصيب منذ 20 عاماً على فئة الـ10 يورو، ليس سعياً وراء الثراء، أو الفوز بالمال الوفير لنفسي، لكن كنت أتمنى أن أحصل على مبلغ بسيط يجعلني في غنى عن أي أحد، وأن أسعد آلاف المشردين مثلي، وتحققت أمنيتي أخيراً.. ورغم أن للمال زهوة، وللثروة شهوة لكني راضٍ بما فعلت، راضٍ وسعيد للغاية، وسأكمل المراهنة كما تعودت دائماً منذ 20 عاماً، وسأتبرع بأغلب القيمة إذا ربحت مرة أخرى كما فعلت هذه المرة، هذا أفضل.. هكذا ستكون السعادة مضاعفة، وهذه الثروة الحقيقية التي أحب أن أجنيها، فالمشرد منذ عقود مثلي اعتاد حياة الأرصفة، والجلوس لمراقبة أقدام الناس ذهاباً وإياباً، أشاهدها وأسمع إيقاعها ولا شيء غير ذلك - بحسب مدير العلاقات بشركة اليانصيب-.