رفض مشرعون كبار إعلان الرئيس دونالد ترامب بأنه "لا دور" للولايات المتحدة في ليبيا، مستشهدين بتداعيات عدم الاستقرار الإقليمي على مصالح الأمن القومي الأمريكي.

وصرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر ، والنائب الديمقراطي الكبير بن كاردان إن معركة ليبيا المستمرة حول السلطة والموارد الطبيعية قد أوجدت بيئة متسامحة مع الجماعات المتطرفة مثل داعش، والقاعدة.

وقال كاردين في تصريحات افتتاحية لجلسة استماع لتقييم خيارات السياسة الأمريكية في ليبيا التى مزقتها الحرب ، إنه من الضرورى للمصالح الأمنية الأمريكية أن تعمل إدارة ترامب مع المجتمع الدولي والقوى المحلية لصياغة حل سياسى يفضي إلى حكومة تمثيلية.

وشدّد كاردين "يجب أن يكون هناك انخراط أمريكي في هذا البلد (ليبيا)"، مضفا :"عندما لا يكون لدينا حكومات تمثيلية ... فإنها ذلك يسبب فراغا وهذا الفراغ تملؤه تنظيمات مثل داعش، كما رأينا في شمال أفريقيا، وتملؤه روسيا التي نشهد انخراطها الآن في ليبيا".

وخلص إلى القول: "أعتقد ان هذه الجلسة مؤشر هام من الكونغرس بأننا نتوقع دورا من الإدارة الأمريكية".

من جهته ، قال فريدريك ويهري، للنواب بأن فك الارتباط الأمريكي مع هذه الدولة المحاصرة سيوسع فتح المشاركة الروسية ويخلق ظروفا من المحتمل أن تطيل أمد انتشار داعش.

وأضاف ويهري: "إنه من المقلق أن تنتشرمشاكل ليبيا إلى محيطها، ونحن نتحدث عن عدد من المصالح الأمريكية في المنطقة، وهذا هو مركز ثقل المشكلة الذي يؤثر على المنطقة المحيطة". 

وكانت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا نشرت بيانا حول الموقف في 2017 في مارس، معلنة أن عدم الاستقرار في ليبيا وشمال أفريقيا يشكل "أهم تهديد على المدى القريب" للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وحذر البيان من أن الوضع الأمني المحفوف بالمخاطر في ليبيا قد أوجد آثارا غير مباشرة في تونس ومصر ومعظم شمال غرب أفريقيا، مما مكن من تدفق المقاتلين الأجانب والمهاجرين إلى أوروبا.

وقد أثار ترامب مخاوف عندما رفض طلبا لرئيس الوزراء الإيطالى باولو جنتيلونى بالحفاظ على الدور الأمريكى "الحاسم للغاية" في ليبيا. وتعمل الولايات المتحدة حاليا على بناء توافق سياسي حول الحكومة الهشة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس. وقال ترامب خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع جنتيلوني إن الأولوية الأمريكية في ليبيا هي لجهود مكافحة الإرهاب للقضاء على داعش.

موسكو زادت من جهتها في الأشهر الأخيرة من دعم القائد العسكري الليبي الجنرال خليفة حفتر الذي يسيطر على مساحات واسعة من شرق ليبيا بما فيها بنغازي. ولا تعترف قوات حفتر بحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، مما يشكل تحديا كبيرا للجهود الدولية لتوحيد البلاد.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة