عندما خاطر عابد علي بحياته في قارب مطاطي عام 2015 فارا من باكستان صوب أوروبا لم يخطر بباله قط أنه بعد ثلاثة أعوام سينتهي المطاف بهذا القارب إلى أن تصنع منه حقائب يد وظهر وأحذية رياضية في ورشة صغيرة بالعاصمة الألمانية برلين.
ويعمل علي، وهو خياط، مع منظمة ميميكري غير الهادفة للربح على الاستفادة من المطاط المصنوع منه القوارب التي يتركها لاجئون على شواطئ في اليونان بعد رحلة عبر تركيا غالبا ما تكون محفوفة بالمخاطر.
وتهدف ميمكري بصنع لوازم الأزياء من القوارب المطاطية إلى إيجاد فرص عمل للمهاجرين ومنحهم الفرصة لإظهار مواهبهم أمام المواطنين الألمان. وداخل ورشة عمل ميمكري في برلين يعكف علي على قياس قطعة كبيرة من المطاط بدقة على منضدة أمامه ثم يقطعها بمهارة باستخدام ماكينة خياطة لتصميم حقيبة.
ويقول إن استخدام القوارب المطاطية المهملة ليس غريبا. وأضاف "نعم أحيانا أفكر 'لقد جئت على متن مثل هذه القوارب' لكن هذا الأمر ليس غريبا للغاية بالنسبة لي". وجاءت الفكرة إلى فيرا جونتر، المؤسسة المشاركة لمنظمة ميمكري، وشريكتها في المشروع نورا عزاوي في صيف 2015 أثناء عملهما التطوعي لمساعدة اللاجئين الذين كانوا يصلون إلى جزيرة خيوس اليونانية.
وقالت جونتر "أردنا تحويل مخلفات البلاستيك الملقاة على الشواطئ في اليونان إلى شيء جديد". وأضافت "أردنا توفير فرص عمل جديدة للقادمين الجدد ممن لديهم مواهب عظيمة".