شهدت العاصمة الاسبانية مدريد الاثنين، حفل تقديم كتاب "مشهد في حالة خراب" باللغة الاسبانية، من تأليف الرسامة والكاتبة الإسبانية كونسويلو هيرنناديز.

وشكلت المناسبة فرصة لإطلاق نداء فني وأدبي لإعادة الروح لمسرح "ثيربانتيس" بمدينة طنجة، وهو المعلمة الأثرية الثقافية التي ترزح تحت الإهمال والخراب منذ سنوات طويلة، على الرغم مما تمثله من قيمة تراثية زاخرة، وما تحيل عليه من روابط تاريخية بين المغرب وإسبانيا.

وقد تم تقديم كتاب "مشهد في حالة خراب" في مقر "البيت العربي" في مدريد، وأكدت المؤلفة الاسبانية كونسويلو هيرنناديز أن الهدف من نشر هذا الكتاب هو "إنقاذ مسرح ثيربانتس الكبير في طنجة المهدد بالانهيار، وتحسيس المقاولات والفاعلين السياسيين بإسبانيا والمغرب بأهمية وضرورة الحفاظ على هذه المعلمة".

وقد تم نشر هذا الكتاب من طرف الرسامة والكاتبة الاسبانية بتعاون مع الناقد والمترجم والشاعر المغربي الادريسي مزوار، وكذا الروائي الاسباني سانتياغو غيريرو.

ويشكل كتاب "مشهد في حالة خراب دعوة صريحة لتشجيع السلطات على تقديم مشروع يعيد تأهيل هذه البناية المهددة بالخراب، وفي هذا الإطار قالت المؤلفة  "نحن قمنا بخطوات عديدة وقدمنا مجموعة من المبادرات من أجل ترميم وإعادة تأهيل هذه المعلمة التي شيدت في سنة 2013، لكن دون جدوى".

ويسود تخوف كبير في الأوساط الفنية والثقافية المغربية والاسبانية على السواء، من ان يتم التخلي  نهائيا على إعادة الاعتبار  لمعلمة "ثيربانتيس" بطنجة، خصوصا وان المبنى  يعيش وضعا مزريا، بعد أن تحول من قبلة ثقافية حقيقية إلى مرتع للأزبال والنفايات والإهمال.

ويعود تشييد معهد "ثيربانتيس" إلى أزيد من مائة سنة، وهو اليوم شاهد على فن العمارة الإسبانية في القرن العشرين بطنجة، وهو فضاء متعدد الثقافات.

ومن بين المبادرات التحسيسية التي تم إطلاقها للحفاظ على هذا التراث المعماري، إنشاء عريضة على الانترنيت تطالب سلطات البلدين (المغرب وإسبانيا) بحماية هذا المسرح الذي صممه الإسباني دييغو خيمينيز والذي يتسع ل1400 مقعد، كما تم تأسيس جمعية مدنية في شهر غشت 2011 من طرف سكان بمدينة طنجة، بهدف ترميم وإعادة تأهيل هذا المبنى الذي شيده تاجر إسباني يدعى مانويل بينا وأهداه لزوجته اسبيرانزا أوريانا التي كانت مغرمة بالمسرح.

وشهد مسرح "ثيربانتيس" على حفلات وعروض كبيرة، كما يظل شاهدا على مرور أسماء كبيرة منها أنطونيو كاروسو والباريتون تيتو روفو، كما قدمت بها مجموعة من العروض ك"عطيل" و"روميو وجولييت"، وسبق أن تحول إلى حلبة مصارعة، قبل أن يتم غلقه سنة 1962.

وتجدر الإشارة إلى أن الرسامة والكاتبة الإسبانية كونسويلو هيرنناديز سبق وأن أقامت أكثر من عشر سنوات في مدينة طنجة، ولاتدع أي فرصة تمر لتعبر عن إعجابها بـ "عروس الشمال المغربي".