أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمى أن ما تشهده مصر اليوم من نجاحات وإنجازات على مسار تنفيذ خريطة المستقبل، وقال "لقد تمكنت مصر من تحقيق تقدم بارز بإقرار دستور شارك في الاستفتاء عليه في منتصف يناير الماضي حوالي 21 مليون مواطناً مصرياً، وبنسبة موافقة عالية جداً وبمراقبة العديد من الهيئات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية التي أكدت جميعها إتمام هذا الاستفتاء بأعلى درجات النزاهة والشفافية".

وشدد فهمي على حرص وتطلع حكومة وشعب مصر إلى استضافة قمة الترويكا الاقتصادية القادمة في القاهرة الخريف القادم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الخارجية نبيل فهمى بالإنابة عن الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور في كلمة أمام قمة الكوميسا السابعة عشرة التي عقدت اليوم فى كينشاسا تحت شعار/تعزيز التجارة البينية من خلال المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة/.

وأضاف: سنتخذ قريباً خطوة هامة أخرى في خريطة الطريق وهي تنظيم الانتخابات الرئاسية في ربيع هذا العام، ويسعدني اليوم أن أدعو الكوميسا للمشاركة في مراقبة تلك الانتخابات تضامناً مع شعبنا في طريق الوصول إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية المنشودة. 

وأشار فهمي إلي أن مصر، من خلال هذه المحفل، تتطلع إلى دعم أشقائها بدول الكوميسا لنضال شعبها في الوصول إلى الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وهو ما من شأنه أن يعزز من تحقيق مصالح وأهداف وتطلعات قارتنا الإفريقية بأكملها.
وأكد أن الكوميسا تحت رئاسة الكونغو الديمقراطية والرئيس جوزيف كابيلا سوف تؤتي بمزيد من الثمار الطيبة على مسار العمل المشترك لدول المنطقة خلال الفترة القادمة.. منوها إلي تقدير مصر لأوغندا الشقيقة بقيادة الرئيس يوري موسيفيني ، لما بذلته من جهد دؤوب على مدار ما يزيد عن عام من توليها رئاسة الكوميسا.

الكوميسا والاندماج الاقتصادي:
وقال فهمي "ليس هناك أدنى شك في أننا نشهد اليوم المزيد من الخطوات الجادة والملموسة على مسار الاندماج الاقتصادي الإقليمي، فقد أحرز تجمع الكوميسا حتى الآن إنجازات لا يمكن إغفالها، مثل إنشاء منطقة للتجارة الحرة، وإطلاق خطوات جادة نحو الوصول الى الاتحاد الجمركي الذي بدأ مساره الجاد منذ عام 2008 عقب قمة زيمبابوي مباشرة.

وتابع: أن مختلف برامج الكوميسا تشهد اليوم المزيد من التحركات الإيجابية ليس فقط على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وإنما أيضاً في مجالات البنية التحتية وزيادة التدفقات الاستثمارية في المنطقة والمزيد من الحريات في حركة رجال الأعمال والأفراد، بالإضافة إلى تنامي دور المرأة الأفريقية في مسار العمل المشترك. ونوه في هذا الإطار إلى رئاسة سيدة مصرية لمنتدى الأعمال التابع للكوميسا، والتي قامت بنشاط مكثف وبنجاح ملموس على هامش القمة الراهنة.
وأشار إلي ما حققه تجمع الكوميسا من خطوات جادة وفاعلة من أجل الوصول إلى الاندماج الاقتصادي الإقليمي الشامل والموسع وفقاً لخطة عمل لاجوس لعام 1980 ومعاهدة أبوجا لعام 1991.

واستطرد: ها نحن اليوم نشهد المزيد من الاجتماعات الناجحة والبناءة لترويكا تجمعات الـ SADC/COMESA/EAC ولعلني أنتهز هذه المناسبة لكي أعرب عن تقديري وشكري العميقين للسادة القائمين بالعمل في سكرتاريات التجمعات الثلاث لما يبذلوه من جهد وتفاني في العمل من أجل إنجاز الأهداف التي تتوافق مع طموحات وآمال شعوب المنطقة وبما يدعم المصلحة والفائدة المشتركة لجميع شعوب قارتنا الأفريقية العزيزة إلى قلوبنا جميعاً.

وأكد فهمي حرص مصر حكومة وشعبا على استضافة قمة الترويكا الاقتصادية القادمة في القاهرة الخريف القادم، وستحرص مصر حكومة وشعباً على بذل أقصى طاقاتها وجهدها من أجل إنجاح هذه القمة لتكون بمثابة منصة للانطلاق نحو تحقيق أهداف الاندماج الاقتصادي الشامل.
التجارة البينية:
وقال فهمي: إننا نجتمع اليوم وأمامنا شعار في غاية الأهمية، ألا وهو تعزيز التجارة البينية من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فإنه لغني عن الذكر، أن هذا الشعار يجب أن يمثل جوهر وأساسيات تحركنا خلال المرحلة القادمة، فعلى الرغم مما تم تحقيقه من إنجازات على مسار زيادة حجم التجارة البينية لدول الكوميسا لتسجل ما يقرب من الـ 20 مليار دولار، إلا أن الطاقات والإمكانات التي تتوافر لدى دول المنطقة يمكن لها أن تدفع بهذه الأرقام والنسب إلى مستويات أعلى من ذلك بكثير، وبما يتوافق مع آمال وطموحات شعوبنا. ولا شك أن القطاع الخاص ومجتمع الأعمال والمستثمرون سوف يضطلعون بدور أساسي في سبيل تحقيق الطفرة المنشودة في هذا المجال.

وأشار فهمي إلى أنه قام بالتشاور مع سكرتارية الكوميسا من أجل التوجيه نحو أهمية العمل على تفعيل الدور الذي يقوم به وكالة الاستثمار الإقليمية للكوميسا التي تستضيفها القاهرة، من أجل قيامها بتعريف رجال الأعمال بما تذخر به منطقتنا من إمكانات وطاقات، والعمل على توفير ما يحتاجه المستثمر من بيانات ومعلومات، وكذلك العمل من أجل إزالة ما يواجهه قطاع الأعمال من عقبات ومعوقات، وبما يضمن ضخ المزيد من الاستثمارات ورؤوس الأموال في منطقتنا.

ولفت إلى أنه في إطار القرار الذي اتخذته مصر مؤخراً بإنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، فقد اقترحت مصر خلال القمة العربية / الأفريقية الأخيرة، إنشاء شبكة عربية / إفريقية للتنمية تهدف إلى التنسيق بين جهود مؤسسات التنمية في العالمين العربي والإفريقي.

واستطرد: أن تجمع الكوميسا بقيادة وحكمة كافة قادة وزعماء دول التجمع، وتحت الإدارة الرشيدة والدؤوبة للسكرتارية، قد تمكن أيضاً من إنجاز العديد من البرامج ومشروعات التنمية الطموحة، وإذ تؤكد مصر في هذا الإطار، استعدادها التام للإسهام جدياً في هذه المشروعات والبرامج، وقد أطلعت بقدر كبير من السعادة على ما يشهده مشروع الخط الملاحي الذي يربط بين بحيرة فكتوريا والإسكندرية عبر نهر النيل العظيم، من تنسيق وتعاون بين الجهات المصرية المعنية وسكرتارية الكوميسا.. ونتطلع في هذا الإطار إلى استقبال فريق عمل التجمع بالقاهرة قريباً من أجل الإطلاع والتشاور بشأن دراسة الجدوى المبدئية التي أعدتها مصر لهذا المشروع العملاق.

وقال: إن منطقتنا تشهد اليوم بجانب التحديات الاقتصادية، العديد من التحديات السياسية التي يجب علينا أن نتكاتف ونتضامن من أجل العمل على مواجهتها، وخاصة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة التي تهدد السلم والأمن في مختلف أرجاء الإقليم، سواء في وطننا أو البحيرات العظمي أو الشرق أو الجنوب من قارتنا الإفريقية.

وأضاف: إن تلك التحديات تتطلب – إلى جانب دعم برامج الكوميسا القائمة مثل الإنذار المبكر – تعزيز قدرات لجنة حكماء الكوميسا، والبحث عن آليات جديدة تضمن تحقيق تلك الأهداف .. وإننا على استعداد تام بالتنسيق المشترك مع بقية أشقائنا من الدول الأعضاء وسكرتارية الكوميسا لعرض خبراتنا وإمكاناتنا للوصول إلى غايتنا المنشودة في مجال السلم والأمن الإقليمي.