نجحت عمليات مداهمة الأوكار الإرهابية التي تنفذها وزارة الداخلية المصرية بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية، في إلقاء القبض على الإرهابي الخطير وليد واكد، أحد قيادات جماعة أنصار بيت المقدس بالعريش، إضافة إلى ضبط خلايا أخرى وكميات من المتفجرات.
فقد أعلن اللواء هاني عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية أمس أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط 8 خلايا إرهابية في عدة محافظات، منها الجيزة والإسكندرية والشرقية والفيوم والمنيا والدقهلية، وأسفرت عمليات الضبط عن القبض على 52 متهمًا، بحوزتهم أسلحة ومواد شديدة الانفجار ومبالغ مالية كبيرة.

وقال اللواء عبداللطيف إن من بين المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم، 4 من المورطين في ارتكاب وقائع إضرام النيران بأحد القطارات عقب وصوله إلى محطة رمسيس بالقاهرة، وتخريب العديد من أبراج كهرباء الضغط العالي، مضيفا أن المتهمين اعترفوا بالتخطيط لارتكاب أعمال تخريبية في عدة محافظات.

وأكد المتحدث الرسمي للداخلية المصرية، أن الأجهزة الأمنية تسعى جاهدة وتواصل حملاتها لإجهاض تحركات عناصر تنظيم الإخوان وإفشال مخططاتهم التي تستهدف ترويع المواطنين وضرب البنية التحتية ومقومات الاقتصاد المصري.

وقد نجحت قوات الأمن أثناء حملاتها التطهيرية في إجهاض مخطط يستهدف الأوساط الطلابية وتعطيل العملية التعليمية وهو ما تشهده الجامعات المصرية منذ بداية العام الدراسي، وتمكنت من إلقاء القبض على 5 من كوادر الإخوان خلال عقدهم لقاء تنظيميا بإحدى الشقق بمنطقة سموحة بالإسكندرية لدراسة خطة تفجير التظاهرات في الأوساط الطلابية.

وفي تعليق على الكمّ الهائل من الخلايا التي تم ضبطها مؤخرًا، أكد الخبير الأمني محمد نورالدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن هذا العدد يدل على يقظة أمنية، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن أن التنظيم الدولي للإخوان لا يزال يتمتع بدعم يصل إليه (غالبا) من قطر أو تركيا، ما يجعله قادرًا على التواجد بكل المحافظات وتهديد أمن المواطنين.

وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق في تصريح نشرته صحيفة ”العرب” أن هذا التنظيم أصبح كالسوس ينخر الاقتصاد المصري ويحرّض المواطنين على معاداة الجيش والشرطة ويستهدف مؤسسات الدولة، داعيا إلى تضافر جهود كل مؤسسات الدولة في مواجهته وأن تكثف أجهزة المعلومات بالداخلية عملها لكشف كل الخلايا الكامنة بكل المحافظات والمؤسسات.

وأشار إلى أن الجماعة بعد أن فقدت القدرة على حشد أنصارها بالشوارع بدأت التسخين في الجامعات التي من المتوقع أن يتصاعد العنف فيها خلال الأيام المقبلة إلى أقصي درجاته باعتبارها المكان الوحيد لإثبات بقاء التنظيم.

وحذر الخبير الأمني من أن الثلاثة أشهر المقبلة هي الأصعب في تاريخ مصر، حيث سيصعّد التنظيم الإرهابي من عملياته خلال الانتخابات البرلمانية المرتقبة التي تستكمل مصر بها مؤسساتها الدستورية، لافتا إلى أنهم سيسعون أيضا إلى الدفع ببعض عناصرهم الكامنة إلى قبّة البرلمان.

من جهته، وصف الخبير الاستراتيجي عبدالرافع درويش العمليات الأخيرة بالنصر الكبير لأجهزة الأمن المصري في معركتها مع الإرهاب الإخواني.

وقال إنها تدل على قوة أجهزة الأمن الوطني والمخابرات ونجاحها في تتبع هذه الخلايا اليقظة والنائمة.

وحول موعد القضاء على الإرهاب أكد الخبير العسكري عبدالرافع درويش، أن ذلك لن يتحقق دون مشاركة شعبية، داعيًا إلى تشكيل لجان شعبية بكل منطقة يتم تدريبها بمعرفة الجيش والشرطة لمواجهة الخلايا الإرهابية بما يسهل عملية القضاء عليها.