تسعي مصر لتنمية السياحة الخضراء وتحويل فنادقها خاصة في الغردقة بالبحر الأحمر (شرق مصر)، وشرم الشيخ بجنوب سيناء (شمال شرق مصر) إلي فنادق صديقة للبيئة، وذلك لجذب السائحين المهتمين بالذهاب إلى مقصد سياحي يحافظ على البيئة في المقام الأول، خلال السنوات المقبلة.

وتستهدف مصر من خلال التوسع في مجال السياحة الخضراء تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن مصادر الطاقة التقليدية، والعمل علي زيادة استخدامات الطاقة الجديدة في الفنادق والمنتجعات السياحية.

وقال إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن اتجاه الدولة لتنمية السياحة الخضراء يساهم في زيادة حصة مصر من السياحة الدولية الوافدة إليها خلال السنوات المقبلة.

وأضاف في تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول، أن عدد كبير من السائحين يفضلون الفنادق الصديقة للبيئة، التي تقلل من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، مشيرا إلي أن هذه النوعية من السائحين يتميزون بارتفاع معدلات إنفاقهم.

وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن منظمة السياحة العالمية تحفز الدول التي تتبني هذا الفكر منذ تسعينيات القرن الماضي، من خلال تقديم جوائز للفنادق التي تقلل من هذه الانبعاثات.

وأضاف أن تحويل كافة الفنادق المصرية لفنادق خضراء صديقة للبيئة يحتاج لدعم كبير من الدولة، ومدة زمنية طويلة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها السياحة في مصر، فضلا عن ضرورة وضع آلية لكيفية توزيع المبالغ التي خصصت من قبل الدولة لدعم الفنادق الراغبة في التحول لهذه النوعية من السياحة.

وقال هشام زعزوع، وزير السياحة المصري، في تصريحات صحفية قبل أيام إن الحكومة المصرية خصصت نحو مليار جنيه (140 مليون دولار) من الموازنة العامة للدولة لعدم الطاقة بالقطاع السياحي، يخصص منها جزء رئيسي لتعزيز التحول في استخدام الطاقة بالقطاع السياحي، إلى الطاقة الخضراء، من خلال تقديم الدعم الفنادق لكى تقوم باستخدام مصادر الطاقة المتجددة (النظيفة).

وأشار وزير السياحة إلى أن عدد الفنادق الخضراء في مصر والتي حصلت على شهادة "النجمة الخضراء"، وهى أحد العلامات الدولية التي تمنح للفنادق التي تتوافق مع المعايير البيئية، ، بلغ 53 فندقا وسيصل عددها إلى 66 فندقا بنهاية العام الجاري.

وقال ناجي عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية، إن الغرفة كانت قد طلبت من الحكومة المصرية دعم قطاع الفنادق بنحو 6 مليار جنيه ( 840 مليون دولار) عقب رفع أسعار السولار والكهرباء منتصف العام الجارى، إلا أن الحكومة خصصت نحو مليار جنيه فقط (140 مليون دولار) خلال العام المالي الحالي لدعم القطاع.

وأضاف في تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول، إنه سيتم تخصيص نحو 30% من هذه المبالغ لدعم الفنادق التي ترغب في التحول إلي نظام السياحة الخضراء، مشيرا إلي أن هناك نحو 30 فندقا بالغردقة (شرق البلاد) وشرم الشيخ (شمال شرق مصر) تقدموا مؤخرا للغرفة بطلبات للتحول إلى فنادق صديقة للبيئة، فضلا عن تحول 66 فندقا بالفعل لفنادق صديقة للبيئة.

وقال نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية،إن الغرفة تقوم بمعاينة هندسية للفنادق التي ترغب في استخدام الطاقة النظيفة، لتحديد المبالغ التي يحتاجها كل فندق.

وأضاف أن هناك منحة من هيئة التعاون الإنمائي الدولى الألمانية "GIZ"، لدعم السياحة الخضراء في مصر، فضلا عن حصول هذه الفنادق علي تسهيلات بنكية في صورة قروض ميسرة من البنك الأهلي المصري (حكومي).

ولم يفصح نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية، عن حجم المبالغ التي خصصتها هيئة التعاون الإنمائي الدولي الألمانية، لدعم السياحة الخضراء في مصر.

وتستهدف مصر تحويل نحو 100 ألف غرفة فندقية لاستخدم الطاقة المتجددة بحلول عام 2017، وفقا لتصريحات سابقة لوزير السياحة المصري، هشام زعزوع.

ويبلغ إجمالي الطاقة الفندقية بمصر نحو 225 ألف غرفة منهم نحو 135 ألف غرفة في منطقتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، ونحو 1856 غرفة في أسوان، ونحو 4553 غرفة في الأقصر، ونحو 280 فندقا عائما تعمل بين الأقصر وأسوان، في حين يبلغ إجمالي الغرف الفندقية تحت الإنشاء 240 ألف غرفة.

وقال هاني الشاعر، عضو غرفة الفنادق المصرية، إن تبني الدولة لهذا النمط من السياحة سيساهم في زيادة نصيب مصر من السياحة الدولية، خاصة أن هناك اهتمام كبير من السائحين من مختلف الجنسيات، خاصة الألمان بالتوجه لهذه النوعية من الفنادق.

وأضاف في تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول، أن الغرفة خاطبت العديد من البنوك المصرية، لدعم مثل هذه المشروعات، باعتبارها أحد المشروعات القومية وتشجيع الفنادق علي التحول للسياحة الخضراء، وذلك من خلال تقديم تسهيلات بنكية وإقراض الفنادق بنسب فائدة مخفضة تصل إلي نحو 2% وليست 14% كما تفعل مع المستثمرين.

وقال عضو غرفة الفنادق المصرية، إن هذا النمط من السياحة يساهم في تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة كبيرة بالفنادق المصرية، خاصة في ظل أزمة الطاقة التي تعاني منها مصر.

وتشير إحصائيات مؤسسة "GFK الألمانية" للأبحاث الاقتصادية، إلي أن نحو 7.5 مليون أسرة ألمانية يفضلون السياحة الخضراء.

وقال هاني سليمان، أمين عام غرفة الفنادق المصرية بجنوب سيناء، إن هناك نحو 4 فنادق في شرم الشيخ بجنوب سيناء (شمال شرق مصر) تحولت بالفعل لفنادق صديقة للبيئة، مشيرا إلي أن الغرفة تلقت طلبات من نحو 11 فندق خلال الفترة الحالية، ترغب في التحول للسياحة الخضراء واستخدام مصادر الطاقة البديلة.

وأضاف في تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول، أن وجود فنادق تعتمد على مصادر طاقة غير ملوثة للبيئة، يزيد تدفق السياحة على مصر خلال السنوات المقبلة.