أعلنت أحزاب تنتمي لتيار الإسلام السياسي، خوضها انتخابات البرلمان المقبلة، رغم رفضها لمجمل العملية السياسية وخارطة الطريق المشكلة، عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي يوليو (حزيران) الماضي.

 ويأتي إعلان حزبي مصر القوية والوطن السلفي المشاركة في انتخابات البرلمان، بالتزامن مع دعوة عبود الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية للإخوان "بخوض انتخابات البرلمان وقبول الدية في قتلى الجماعة"، في حين قال خبراء إن جماعة الإخوان ستنضم لتحالف إسلامي بكل غير معلن، بعد إدراك قوى الإسلام السياسي أن المقاطعة لن تجدي.

 وقال تقرير صادر عن المركز الإقليمي للدراسات في مصر، إن عوامل عديدة تدفع الأحزاب الإسلامية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بتحالفات ثلاثة محتملة، ومنها إدراك هذه القوى خطورة البرلمان القادم، في ظل الصلاحيات التي منحها له الدستور، خاصة إن البرلمان سيحدد مصير الأحزاب ذات الأساس الديني، "فقد یُعید البرلمان تشكیل قانون الأحزاب السیاسیة"، إضافة الى أن تقسيم الدوائر في قانون الانتخابات الحالي، يغري القوى الدينية بمكاسب عديدة، والانشقاقات العديدة في تحالفات القوى المدنية المناوئة للإسلاميين.

 ومن بين العوامل التي تشجع الإسلاميين على المشاركة التراجع الملحوظ في موقف الدول الخارجية، من دعم الإخوان مع تغیر الموقف الأمریكي والأوروبي من ثورة 30 یونیو (حزيران)، بالإضافة إلى مشاركة مصر في قمة الاتحاد الإفریقي، ما يدفع باحتمال حدوث انشقاقات داخل تحالف دعم مرسي، ورغبة بعض أحزابه في النزول إلى الحياة السياسية مرة أخرى.

وتتشكل خارطة التحالفات المحتملة للإسلاميين في انتخابات المقبل المقررة في يوليو (تموز)، من ثلاثة تحالفات أولها، تحالف القوى الإسلامیة المؤیدة لمرسي، ويتزعمه حزب البناء والتنمیة، ويضم، العمل والفضیلة، والإصلاح، والتوحید العربي، والوسط، والحزب الإسلامي، والتي خاضت انتخابات 2011 في تحالف واحد، ومن المحتمل أن ینضم حزب الحریة والعدالة إلى ھذا التحالف وتحالفات أخرى بطریقة غیر معلنة، حیث سیقوم بتوزیع مرشحیه من الشخصیات غیر المعروفة على بعض التحالفات الإسلامیة.

 أما التحالف الإسلامي البديل، بحسب التقرير، فيضم: حزبي مصر القویة بقیادة القیادي الإخواني المنشق الدكتور عبد المنعم، الذي أعلن خوض حزبه الانتخابات البرلمانیة المقبلة باعتبارھا فرصة للتواصل مع الشعب، وتوصیل الأفكار والبرامج، والمشاركة في الوعي المجتمعي المطلوب، وحزب الوطن السلفي الذي صرح أمینه العام الدكتور یسري حماد، بأن الھیئة العلیا للحزب قررت خوض الانتخابات البرلمانیة، مبرراً بأن المقاطعة لن تجدي نفعاً.

 وسیكون ھذا التحالف، في حال تشكیله، الأخطر في مواجھة القوى والأحزاب المدنیة التي دعمت خارطة الطریق.

 أما التحالف الإسلامي الثالث فيضم القوى الصوفیة، حزب التحریر المصري، وحزب النصر الصوفي، وحزب نھضة مصر، وقد یخرج عن ھذا التحالف حزب صوت الحریة الصوفي الذراع السیاسي للطریقة الرفاعیة، وذلك لأن مؤسس ھذا الحزب الشیخ طارق یاسین الرفاعي كان من المؤیدین للرئیس السابق محمد مرسي في الانتخابات الرئاسیة في 2012، ویلاحظ أن تحالف القوي الصوفیة قد یخوض المعركة الانتخابیة كتحالف صوفي فقط، أو قد ینضم لأحد التحالفات المدنیة، حسب موقع24.

وبحسب التقرير فإن حزب النور السلفي الذراع السياسية للدعوة السلفية قد یخوض الانتخابات منفرداً بعیداً عن الأحزاب الإسلامية الأخرى، وذلك لأن الحزب یشعر بقوته على الأرض، ویرید أن یحصد الأغلبیة بمفرده في ظل الخلافات الفكریة والمنھجیة بینه وباقي الأحزاب الإسلامیة التي رفضت دعم خارطة الطریق، ومن المحتمل أن یضطر الحزب نتیجة الحملة الشرسة التي قد یتعرض لھا من قبل الإخوان والأحزاب الدینیة المؤیدة لھم، إلى الدخول في تحالف مدني لإنقاذ نفسه.