أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، الخميس، اتفاق بلاده ومصر على إطلاق علاقة استراتيجية بين البلدين في كافة المجالات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، في القصر الرئاسي بالخرطوم، عقب جلسة مباحثات.
وقال البشير: “يربطنا التاريخ والجغرافيا ونهر النيل والعلاقات الأسرية”.
وأضاف: “اتفقنا للانطلاق بالعلاقة مع مصر لتكون استراتيجية في المجالات المختلفة، وليس لدينا سقف للعلاقات الاقتصادية”.
وأوضح أن البلدين يرتبطان حاليًا بثلاثة طرق معبدة، وتم التوقيع على ربط شبكة الكهرباء، وتتم الآن دراسة ربط شبكتي قطار البلدين.
وأشار إلى اتفاق البلدين على إزالة كل العقبات السياسية وغيرها، وتحرير حركة السلع والأفراد.
ولفت إلى اتفاقه مع السيسي على تكليف حكومتي البلدين بالاجتماع ووضع استراتيجية مجدولة واضحة، مؤكدًا أن زيارة الرئيس المصري إلى بلاده “سيكون لها ما بعدها”.
وشدد البشير أن البلدين أضاعا سنوات في “قضايا جانبية”، وأن “هذا الحديث لن يكون للاستهلاك السياسي، أو لأجهزة الإعلام”.
من جانبه، قال الرئيس المصري إن زيارته تأتي في إطار التوجه الظاهر والثابت في سياسة الدولتين، نحو التنسيق الكامل بينهما.
وشدد: “لا أحد يستطيع مهما حاول أن يزيل ما بين الشعبين من روابط”.
وتقدم السيسي بالشكر للخرطوم على دعمها علاقات الأخوة مع بلاده، مضيفاً: “وهو ما ظهر في التعاون الثنائي بين البلدين، وتجاوز العديد من الصعوبات التي كانت تواجههما، والشروع في مشروعات قومية مشتركة، في مقدمتها الربط الكهربائي”.
وأشار إلى أن الطريق ما يزال طويلا للارتقاء بعلاقات التعاون إلى المستوى المنشود، الذي يتطلع إليه البلدان.
وفي وقت سابق اليوم وصل الرئيس المصري إلى الخرطوم، في زيارة رسمية، تستغرق يومين، في أول مهمة خارجية له منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية، في يونيو/ حزيران الماضي، والسادسة منذ توليه الحكم في 2014.
ومن آن لآخر، تشهد العلاقات بين السودان ومصر تباينات في وجهات النظر على خلفية عدة قضايا، منها النزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي، والموقف من سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل.
وفي كلمته، أعرب السيسي عن تقدير بلاده لجهود السودان من أجل فض النزاعات وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال: “إنها جهود تعكس رغبة صادقة في تعزيز الاستقرار، ورؤية واضحة وحقيقة ثابتة في أن الاستقرار وتنمية الجوار الإقليمي يعود بالنفع على كل الأطراف”.
وأكد على دعم القاهرة التام لتلك الجهود، واستعدادها الكامل للمساهمة بكل الإمكانيات لتحقيق أهداف السلام والرخاء المنشود في المنطقة.
ووجه الرئيس المصري رسالة إلى إثيوبيا وإريتريا، قائلا: “إننا في غاية السعادة بالتطورات الإيجابية بين البلدين، ومصر ستواصل دعمها الكامل للسلام والتعاون البناء بين البلدين الشقيقين”.
وأضاف: “ولجنوب السودان أقول أننا سنعمل سويًا مع أشقائنا في المنطقة حتى نحقق السلام وينعم شعب جنوب السودان بالاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه”.
وأنهت إثويبيا وإريتريا مؤخرًا عقدين من التوتر السياسي والعسكري، منذ حرب عام 1998.
وتقود الخرطوم مفاوضات سلام بين فرقاء جنوب السودان، منذ 28 يونيو/ حزيران الماضي، أسفرت عن توصل أطراف النزاع إلى اتفاق في ملف الحكم وتقاسم السلطة.