مبادرة "حلم الوصول" التى اطلقها الكاتب المصري مصطفى عزت لم تعد حلما احاديا يحمله الكاتب كجزء من امل شخصي يبثه عبر فضاء الابداع الادبي ، فقد تحول بسرعة الى طموح جماعي وامل نخبوي لافت ، واضحت مبادرة حلم الوصول قافلة ترسم مسيرة بهيجة في اعادة المجد للكلمة الملتزمة الموغلة في العمق القريبة من الوجدان الانساني
ففي فبراير عام 2017 اطلق ( عزت ) مبادرة اسماها ( حلم الوصول ) تتلخص في اصدار دوري يجمع مشاركات دولية في مختلف صنوف الادب هدفها العودة بالكلمة الخلاقة الى مكانتها في المجتمع، ونشر التشجيع على القراءة والكتابة، ومساندة المواهب .
وفي فترة وجيزة كانت انطلاقة المبادرة ملفتة بما شكلته من فرادة الطرح على مستوى الوطن العربي والقارة الإفريقية وتحتفي اليوم باصدارها الرابع الذي ضم مشاركات من ست عشر دولة بعدما اصدرت ( سبيل الامم ) و (ملحمة القلوب) و (جدار الروح) و(صهيل المدائن) وقد اسست لمفهوم مختلف وانساني يجمع المساهمين لا في منافسة على النص الافضل بل بالرهان على نجاح اصدار متكاتف الرؤية ويجمعه ذات الحلم .
في هذا الحوار الخاص مع بوابة افريقيا الاخبارية يحدثنا الكاتب المصري مصطفى عزت عن حلم الوصول كمشروع ادبي استثنائي ومستقل .
س حدثنا عن مبادرة حلم الوصول كيف تكونت الفكرة ثم اصبحت واقعا ؟
هى مبادرة شخصية فكرتها تغيير ذلك الواقع للحياة الثقافية والتي لا يخفى على أحد من تدهور وانحدار ، بدأت الفكرة عندما اردت ان أنشر اول كتاب لي حلم الوصول لنرتقي ووجدت مأساة الحياة الكتابية ومادام قد بدأت طريقي كان علي أن أكمل به ، ولذلك فكرت فى عمل شئ ما يحاول تغيير الوضع ، وأصبحت واقعا لأنني قمت بفعل ما هو واقع وليس مجرد شعارات او كلمات ، فبفضل من الله أصبحت فى اقل من عامين منذ انطلاق الفكرة فى فبراير عام 2017 مبادرة واقعية دولية يشارك بها أدباء ست عشرة دولة
الدول المشاركة في المبادرة إلي الآن :
مصر ، السودان ، سوريا ، فلسطين ، المغرب ، اليمن ، موريتانيا ، تشاد ، الأردن ، العراق ، الجزائر ، ليبيا ، الصومال ، تونس ، نيجيريا ، باكستان .
ولديها أربعة إصدارات ورقية من سلسلة كتب للمبادرة وان شاء الله هناك المزيد .
س كيف تتخيل محطة الوصول ؟
كل يوم هناك حلم جديد احققه ثم استعد ليوم جديد وحلم جديد احققه ، ما يسعدني فى تحقيق حلم ما هو ليس تحقيقه فقط بل لأنه فرصة لتحقيق حلم آخر غيره ، لأنني لا احب ان تشيت نفسي ، فرغم أنني قد ارسل لى أعمال تكفي لخروج الكتاب الخامس إلا أنني أخبرت الجميع أنني لن أبدا إلا بعد خروج الكتاب الرابع من المطبعة .
س كيف وجدت التفاعل مع حلمك والى اي درجة كان محفزا للمسير ؟
التفاعل كبير وضخم ولكن لا يغرك دائما فهو فى الواقع أغلبه مزيف ، ولأي درجة كان محفز اعطي خمسة بالمئة ، أما بقية الدرجات فهو إيماني بفكرتي وان الأمل في السماء فهو لا ينقطع ، وهذا ما أنصح به كل صاحب فكرة لن ينجح فكرتك أحد غيرك الجميع مشغولون وكان الله فى عون الجميع .
س كاوجه الحياة يختلف الادباء في توجهاتهم فهل في حلمك رفاق يجمعهم توجه محدد ؟
من الطبيعي أن نختلف ولكن هناك توجه محدد وحقيقة أجده في كثير من الأحيان وسوف تجدهم باقون في عائلة حلم الوصول أنهم أصحاب المبدأ ، هذه المبادرة لكل صاحب مبدأ لذلك قد تجد البعض لا يكمل الطريق معنا .
اما كل صاحب مبدأ هو معنا لان هؤلاء حقيقة هم من أتعلم منهم هم الداعمون لي هم المبدعون الحقيقيون للمبادرة ، فرغم أنني صاحب الفكرة ولكن لولا هؤلاء المبدعون ما اكتملت الفكرة ، ولولا أنهم كثيرون لذكرت أسماءهم وهم من بلدان مختلفة ويشرفني معرفتهم وهم من كنوز الحياة لى .
س ماهي القضية المهمة التى تشغل صاحب حلم الوصول ؟
الإنسانية ، ولكن عليك أن تعلم أن هذه الكلمة بالنسبة لي ليست كهؤلاء الذين ينادون بها مجرد شعار ، إذا أردت أن تتأكد عليك ان تسأل الجميع عني ، لتسأل الاهل والأصدقاء والجيران المقربون حتى الغريب ، لتجد هل انا إنسان فى معاملتي ام أنني مجرد اقوال وكتابات دون أفعال حينها ان وجدت أنني لست صادق ، نصيحة مني لا تقرأ كلماتي ولا تصدق فكرة المبادرة .
وكذلك لكل إنسان وخاصة اصحاب الفكر فكما اقول دائما " ان لم يكن الإنسان صاحب مبدأ مهما حمل من العلم فهو كسلة المهملات لا خير فيه " .
س ماهو الحلم الإبداعي لك على الصعيد الشخصي؟
الحلم الشخصي لي ان أترك تاريخ لي طيبا ينتفع الناس به .
هل أنصف الاعلام والمؤسسات الثقافية العربية حلمك ؟
هذا السؤال حقيقة مضحك ومحزن إجابته ، لا أحد يهتم بالثقافة فى الدول العربية والإفريقية هم مشغولون بمواضيع أخري مثل كرة القدم والأفلام هل تعلم أنه كان اول اتصال هاتفي للحديث عن المبادرة آتي من إذاعة مونت كارلو الدولية من فرنسا والي الآن لم يأت لى اى اتصال من الإعلام او الإذاعة المصرية اعتقد انهم مشغولون ، و حقيقة أجد الآن بعض الجرائد الالكترونية العربية والإفريقية وليست منها المصرية تتسأل وتنشر بعض الاخبار عن المبادرة .
ولكن أخبرك شئ انا لا يهمني الإعلام وغيره رغم أهميته إلا أنه لا يشغلني كثيرا هذا واعلم أن رسالتي ان كانت صادقة سوف تصل ، سوف تصل فى اى وقت حتى ولو بعد موتي ، فلم يكن فى العصور القديمة هذه الأشياء من الإذاعة والتليفزيون بالطبع لا ولكن ظل التاريخ يخلد ما يستحق ، وكذلك أري أنني ان فعلت ما يستحق باذن الله يخلده التاريخ .