أكد المرشح التونسي المنسحب من السباق الرئاسي مصطفى كمال النابلي أن تونس تمرّ بإمتحان عسير عليها أن تتجاوزه بأخف الأضرار يوم الأحد القادم ، معلنا ثقته في قدرة التونسيين على إخراج بلادهم من المخاطر التي تواجهها 

وفي تصريحات خصّ بها "بوابة افريقيا الاخبارية" أوضح  النابلي أنه إختار الإنسحاب من سباق الإنتخابات الرئاسية نتيجة العنف الذي أبداه أنصار الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي وأغلبهم من قوى الإسلام السياسي و المتشددين الدينيين وروابط حماية الثورة المنحلة الذين يهددون بإدخال تونس في مواجهات دامية في حال فشل المرزوقي في الوصول الى كرسي الرئاسة من جديد ، وقال أن « التحريض على العنف يمثّل خطرا حقيقيا على البلاد والعباد ،وحملة المرزوقي إعتمدت على خطاب العنف والمرزوقي ذاته وصل به الأمر الى وصف خصومه السياسيين بالطاغوت وهو أمر مدان بكل المقاييس »  وأضاف أن المصلحة الوطنية تفرض توحيد صفوف القوى المدنية والديمقراطية لمواجهة الخطر الذي يمثّله المرزوقي وأتباعه عبر خطابهم المتطرّف 

وأبرز النابلي أن انسحابه من السباق الرئاسي قرار شخصي ولم يكن نتيجة لأي تأثيرات خارجية،وفق تعبيره.

وأردف قائلا  « مصلحة بلادنا تفرض علينا أن نجتمع معا وأن لا نشتّت أصواتنا لأن وصول المرزوقي الى الحكم سيزيد من معاناة التونسيين في المرحلة القادمة » 

كما نفى الأخبار الرائجة حول انسحابه من الانتخابات الرئاسية مقابل  وعود بالحصول على منصب في الحكومة القادمة،مشيرا إلى أنه لا وجود " لصفقة أو مقايضة"،وفق تعبيره.إلا أنه أكد إستعداده لتقديم أية خدمة يراها صالحة لوطنه من أي موقع يعرض عليه ،وقال « تونس قدمت لي الكثير  عندما فتحت أمامي أبواب النجاح وأنا المنحدر من وسط إجتماعي متواضع الأمكانيات ، وأرى من واجبي أن أرد لها البعض من جميلها إنطلاقا من أي موقع أكون فيه ، ومن تجربتي التي إكتسبتها على الصعيدين الوطني والدولي » 

كما أشار النابلي إلى ظاهرة المال السياسي وقال أنها مثّلت عائقا أمام الكثير من المترشحين خصوصا مع إنفراد بعض المتنافسين على الرئاسة بإمكانيات ضخمة وبدعم غير محدود من الداخل والخارج 

وتابع أن « التحريض على العنف ووفرة المال السياسي أضرّا بالحملة الإنتخابية الرئاسية التي مرّت بحالات من التشنّج والخوف عكس الحملة الإنتخابية البرلمانية التي كانت أفضل على جميع الأصعدة » غير أنه أكد أنه لم يتلقّ أية تهديدات بإستهدافه شخصيا 

وأشار مصطفى كمال النابلي إلى أن المرحلة القادمة في تونس تحتاج الى وفاق وطني والى تعاون وتكامل وإنسجام  بين مؤسسات الدولة لتجاوز الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تمرّ بها البلاد ، مبديا قناعته بأن التجاذبات السياسية والعقائدية لن تساعد على إخراج تونس من المأزق الذي توجد فيه حاليا 

ونفى النابلي ما جاء على لسان رئيس حملة المرزوقي عدنان منصر من أنه وجه إليه إتهامات بإعتماد العنف بسبب مسؤوليته على عزله من منصب محافظ البنك المركزي التونسي ،وقال « هذا كلام لا يستحق الرد عليه ، فالقضية قضية وطن وشعب ومستقبل ،وأنا لا أنظر إلى الوراء ، وليست لي مواقف شخصية لا من المرزوقي ولا من غيره ، وإنما لي رؤية لما يجب أن تكون عليه الأوضاع في بلادي » 

وعن إتهامه بالتستر على نهب طن ونصف الطن من الذهب من قبل ليلي الطرابلسي زوجة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي إبان الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بالنظام السابق ، أكد النابلي أن الأمر يتعلق بشائعة لا أساس لها من الصحة جاءت في سياق تجييش وتحريض الرأي العام ، وأردف « تركت البنك المركزي منذ فترة طويلة وجاء من يخلفني في مهمة الإشراف عليه ، ولم يتطرق أحد إلى الموضوع لأنه ببساطة إشاعة يتم إحيائها من حين إلى آخر  بهدف التشويش على الرأي العام ،ليس أكثر » 

وعن دعمه لطرف سياسي معين خلال الإنتخابات الرئاسية الأحد القادم ،قال النابلي « سأكون مع من يحافظ على وحدة المجتمع ومدنية الدولة والمسار الديمقراطي ولا يغامر بإدخال البلاد في سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية التي نحن في غنى عنها » 

وإختتم النابلي تصريحاته ل« بوابة افريقيا الاخبارية » بالقول : « أثق في ذكاء وحكمة التونسيين ، وأثق في أنهم سيختارون الأصلح ، ولن ينساقوا الى خطاب العنف وثقافة الكراهية التي يحاول البعض غرسها في النفوس ، كما أثق في قدرة الدولة على حماية نفسها وتحصين المجتمع من أية مخاطر قادمة »