طالبت فعاليات وزارة الصحة المغربية، السلطات المعنية بإعادة تأهيل مستشفى بن صميم المهجور منذ سبعينيات القرن الماضي والموجود في قلب غابة بين الطريق الثانوية الرابطة بين مدينتي آزرو وإفران وسط المغرب، وذلك في إطار التفاعل الشعبي مع الإجراءات الصحية التي تقوم بها الدولة المغربية من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا. 

ويذكر أن المستشفى لها قصة مثيرة ومميزة لها علاقة بالأمراض التنفسية ودور الطبيعة في علاجها، حيث شيد مستشفى ابن صميم للأمراض الصدرية سنة 1948 م بقرية بن صميم بالمغرب من طرف ثري فرنسي مريض بالسل، على مساحة إجمالية تقدر ب 80 هكتارا في منطقة غابوية، يتميز بموقعه الاستراتيجي هو يوجد في قمة الجبل، وعلى مقربة من مياه عيون ابن صميم العذبة.

يتألف المستشفى من 8 طوابق، بدأ الاشتغال به سنة 1954م بطاقة استيعابية 400 سرير إضافة إلى مرافق أخرى (ملاعب وقاعة للسينما). وكان يشتغل فيه أربعة أطباء متخصصين، تحت إشراف طبيب رئيسي واحد، ويساعدهم 32 ممرضا يقيمون في المكان نفسه، وشيد المستشفى بناء على طلب تقدم به مواطن فرنسي اسمه "موريس بونجان" وهو أحد الأغنياء الفرنسيين، إلى السلطات الفرنسية مبديا رغبته في تشييد مستشفى ابن صميم في المنطقة التي يوجد فيها الى اليوم بعدما عولج من مرض السل الذي كاد يفتك به، وبعد أن أكد له الأطباء بأنه لا أمل في شفائه من داء السل، استقر بمنطقة بن صميم، وصار يتردد على منبعها، ويعيش على هوائها، فلاحظ تحسنا في حالته الصحية.

قدم مستشفى "ابن صميم" العلاج لمرضى السل بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية، الشيء الذي جعل المستشفى قبلة للعديد من الجنسيات من مختلف الدول طلبا لإنهاء معاناة كانت تفتك بهم.

بعد سنوات من استقلال المغرب عن فرنسا، تخلت الدولة عن المشفى الطبيعي والجميل، وأهمل تماما، وفرغت بنايته الضخمة وسط الطبيعة الرائعة من المرضى والزوار.