أفاد مصدر عسكري مالي للأناضول أنّ معارك عنيفة تجري، حاليا في كيدال، شمالي مالي، بين الجيش المالي والجماعات المسلّحة، بينها الحركة الوطنية لتحرير ازواد، بحسب مراسل الأناضول. وقالت إحدى سكان المدينة (لم تذكر اسمها) في اتصال أجراه معها، بعد ظهر اليوم الأربعاء، مراسل الأناضول "جميعنا يلازم المنازل، ونحن خائفون جدا.. والجدران ترتعد بسبب القذائف".
وأوضح المصدر العسكري أنّ المعارك اندلعت في أعقاب عملية عسكرية أطلقها الجيش المالي، في وقت سابق من يوم الأربعاء، لاستعادة السيطرة على النقاط الاستراتيجية المحتلة من قبل الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
وسيطرت منذ السبت الماضي الحركة المسلّحة على مقرّ الولاية والفرع المحلي للإذاعة الوطنية المالية بكيدال، بحسب شهادات سكان المدينة للأناضول. وأسفرت المواجهات المسلّحة التي اندلعت، السبت، بين الجيش المالي والمجموعات المسلّحة، على خلفية زيارة الوزير الأول "موسى مارا" إلى كيدال، عن اختطاف أكثر من ثلاثين مسؤولا محلّيا، تمّ الإفراج عنهم، مساء الاثنين، في حين لقي 36 شخصا حتفهم منهم 8 جنود من الجيش المالي و28 من مقاتلي الطوارق.
وكانت عناصر الحركة الوطنية لتحرير أزواد سيطرت، السبت، على النقاط الاستراتيجية لمدينة كيدال، بعد خروجها منها صيف 2013 على إثر توقيع اتفاقية واغادوغو في الثامن عشر من يونيو/ حزيران 2013 (اتفاق أبرمته الحكومة المالية مع المتمردين الطوارق ويقضي –من بين بنود أخرى- بعودة الجيش المالي الى كيدال وتموضع محصور لمقاتلي الطوارق في مواقع تجمّع).
وشهدت مالي انقلابًا عسكريًا في مارس/ آذار 2012، قاده الجنرال آمادو صانوغو، وأطاح بالرئيس آنذاك أمادو توماني توري، بعد تمرد اندلع في مدينة كيدال. وبعده تنازعت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" ، مع كل من حركة "التوحيد والجهاد"، وحليفتها حركة "أنصار الدين"، السيطرة على مناطق شمالي البلاد.
وإثر انتشار الفوضى شمالي البلاد، وسيطرة مجموعات مسلحة على مدن كيدال، وتمبكتو، وغاو، شهدت مالي تدخلاً عسكريًا دوليًا بقيادة فرنسا، وبمشاركة قوات من دول المنطقة، في يناير/ كانون الثاني 2013.
ولا تزال هذه العملية العسكرية جارية، وقد تمكّنت من منع تقدّم الحركات المسلّحة نحو مدينة "كونا" (وسط)، بعد طردها من المدن الكبرى في الشمال، غير أنّ ذلك لم يمنع تواصل نشاطها في مناطق عديدة أخرى بالشمال الغربي من البلد الأفريقي