رأى الكاتب الصحفي عبدالحكيم معتوق، أن الجهل السياسي وغياب الإرادة والاستمرار في الانصياع الى الأجندات الخارجية تسبب في ضياع ليبيا.
وقال معتوق في تصريح لـ"بوابة أفريقيا الإخبارية"، "كتابة العرائض ومذكرات الاحتجاج.. وربما حتى التظاهر السلمي على استحيائه نتاج حالة التبلد التي أصيب بها الشارع الليبي .. لم تعد ذات جدوى، فمنذ دخول الإخوان المسلمين كطرف رئيسي ومباشر في إسقاط النظام والدولة، وليبيا في حالة ضياع، مستغلا كتنظيم عالمي وبدعم من المنتدى الأممي ومساندة مادية ولوجستية من دول إقليمية (قطر وتركيا) موظفا أي (تنظيم الإخوان المسلمين) لحراك مطلبي كان من الممكن تنفيذ ما طرح فيه من شروط لشباب أنقياء مهما كان ارتفاع سقف تلك الشروط ..تجنبا لسقوط الآلاف من الضحايا ودمار البلد ونهب مقدراته ودخوله تحت الوصاية الدولية وفقآ لمخطط معد سلفا حيث ما كان لذلك المخطط، وأدواته أقصد (التنظيم العالمي) وما يعرف (جبهة إنقاذ ليبيا) وكذلك عصابات الحشاشين والمجرمين أن يتحكموا في مصير شعب ومستقبله وأن يتلاعبوا بسيادته المنتهكة كما يجري الآن، لولا هذه الطبقة السياسية سواء كانت الجنينية أو القادمة من وراء البحار بمشاريع مفخخة بالحقد وتصفية الحسابات ومغلفة بألوان الأحلام والوعود الزائفة.. فهي من كان وراء هذا السقوط المريع وإبقاء الشعب تحت الصدمة العنيفة والإصرار على محاصرته في ذات الدائرة المفرغة يلوك الشعارات ويتمنى الحد المنطقي من الحياة الطبيعية.. وكل ذلك تم على خلفية الجهل السياسي وغياب الإرادة والاستمرار في الانصياع إلى الأجندات الخارجية.. فكيف لحليف الأمس أن يصبح تنظيما إرهابيا إذا كان هناك استشرافا بحقيقة نوايا ذلك التنظيم ورموزه منذ البداية ومن خلال تجارب تاريخية سابقة عاشتها دول عديدة أو نتيجة تغليب البعض لمصلحته الشخصية على مصلحة الوطن"، بحسب وصفه.
وتابع معتوق، "ما زاد الطين بلة هو قبول وهي ثالثة الآتافي الجلوس وأقصد مجلس النواب مع كوادر ذلك التنظيم الذين مارسوا (التقية) واستغفلوا نواب الشعب السطحيين وانتزعوا منهم ورقة ما كان لهم الحصول عليها والتي أريقت دونها دماء وتضحيات جسام وموافقتهم على اتفاق سياسي صاحبه العوار، أنتج واجهة غير قادرة، وبسببهم هم أيضا أي (مجلس النواب) حيث تم استدراجهم من خلال رضاهم على فسحة العواصم التي كان يأمل من وراءها الشعب انفراجة وإذا بها أزمة تضاف إلى سلسلة أزماته لتحول البلد إلى جحيم والمواطن متسول على مائدة عديم وطنية لئيم".
واختتم معتوق حديثه قائلا "الوطن نزف حتى الموت والمواطن صرخ من الظلم والجوع حتى بح صوته واستكان.. فلم يعد هناك متسع من الوقت الى العرائض والاحتجاجات والقوانين المشوهة والقرارات المعيبة.. والحل في انتفاضة شعبية تعم كل القرى والمدن الليبية تطالب البعثة الأممية (مثار الجدل) تحديد موعد نهائي للاستحقاق الوطني (انتخابات برلمانية ورئاسية) لكي يختار الشعب (مصدر السلطات) وصاحب المصلحة الحقيقية في الاستقرار والنمو والتنمية.. من يرى فيه القدرة والكفاءة كصاحب مشروع يستوعب كل القوى الوطنية لقطع الطريق من أمام التدخلات والمزايدات الخارجية .. ويكون حريصا على تلبية رغبات الشعب وتطلعاته في الكرامة والسيادة الوطنية".