شدد الكاتب الصحفي، عبدالحكيم معتوق، على أن ليبيا وشعبها خط أحمر أمام إي تدخل خارجي مهما كان شكله ونوعه.

وقال معتوق، في حديثه لـ"بوابة أفريقيا الإخبارية"، "استشعرت الخرطوم بخطورة الوضع الأمني للدول المتاخمة للصحراء على خلفية المعلومات المؤكدة والخطيرة التي تفيد بتدفق المهاجرين والسلاح وجماعات الجريمة المنظمة والتي ما فتأت على أحداث كوة في الجدارات الأمنية الهشة لدول توصف بأنها سببا في هذا الانفلات وأخرى تتماهى أنظمة الحكم فيها مع صعود تيار الإسلام السياسي في المنطقة .. وإصراره كتنظيم على انتهاج العنف المسلح للوصول للسلطة سواء بشكل مباشر أو من خلال جماعات مسلحة تعتاش على كل تلك الأعمال المحرمة وفق القوانين الدولية والتي ليست أقلها الاتجار بالبشر، فذهب المشير (حفتر) إلى نيامي .. وجاء وزير الخارجية المفوض (محمد سيالة) إلى الخرطوم على رأس وفد ضم وزيري الداخلية والدفاع المفوضين ورئيس جهاز المخابرات .. والهدف واحد على الرغم من حالة الانقسام والتجاذبات السياسية الداخلية من جهة .. والجفاء المعلن مع السلطات السودانية التي يشير مراقبين بأنها تعاطفت مع تيار الإسلام السياسي منذ العام 2011 حيث دعمته لوجستيا .. ودربت عناصره .. وربما حتى تاريخ التوقيع على هذه الاتفاقية التي ألزم بها الجانب الليبي كل من دول ( السودان وتشاد والنيجر ومالي ) .. وأوصى بأن تكون (أنجامينا هي قاعدة العمليات اللوجستية والمعلوماتية) كخزان لكل تلك المعلومات التي تم تبادلها .. والمواضيع الحساسة التي تم تناولها .. وكذلك المقترحات والرؤى المشتركة التي تم الاتفاق بشأنها هي الأخرى".

وتابع معتوق "وبلا أدنى شك فالملفات كلها ساخنة .. والجهد الذي بدل من أجل بلورتها إلى برنامج عمل كان كبيرا جدا .. وتقويض الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية ومصادر دعمه هدف للجميع .. ولكن اللافت هنا .. هو حرص وزير الخارجية المفوض ( محمد سيالة ) في طرح القضية الأبرز وإيصال صورة مكبرة للحالة الليبية والتي في حال استمرت على هذا النحو واعتقاد البعض بشكل غير صوابي بأن ليبيا هي المتضرر الوحيد فذلك لاشك بأنه فهم خاطئ لطبيعة الأزمة .. والني ربما يرى البعض بأنها سياسية .. بينما هي ( أمنية ) بامتياز وانعكاساتها سوف تكون وخيمة على كل الدول  .. ومتي تم السيطرة على الحدود وارتفعت وتيرة التنسيق الأمني سوف يخدم ذلك العملية السياسية وينعش الاقتصاد الذي سيصبح مردوده إيجابيا على الجميع، فلبنة الخرطوم .. وجاهزية إنجامينا .. وتفاعل بماكو ونيامي .. يحتاج إلى روح وطنية في طرابلس وعقل استراتيجي في بنغازي وواقعية سياسية في طبرق .. تتجاوز كل تفاصيل الاختلاف الشكلية من أجل سيادة ليبيا وعدم ترك الباب مواربآ لأي طرف كان لكي يتدخل بحجة حماية ليبيا من الإرهاب وتقديم معونات لشعبها الثري والعصي بذريعة وضع إنساني أوجد الليبيين أنفسهم فيه ولن يخرجوا منه إلا عندما يفكرون بصوت عال وبشكل جماعي بأن ليبيا وشعبها خط أحمر أمام إي تدخل خارجي مهما كان شكله ونوعه".