تحتضن مدينة بروكسيل البلجيكية على مدى ثلاثة أشهر، معرضا تحت عنوان "ناس بلجيكا"، وذلك بمناسبة الاحتفاء بمرور خمسين سنة على بداية هجرة المغاربة نحو بلجيكا.

ويقوم لأول مرة بتعقب الوجود المغربي في هذا البلد، وشكل هذا المعرض الذي يرد الاعتبار للهجرة المغربية نحو بلجيكا، من خلال الأعمال الفنية، ووثائق الأرشيف، والصور العائلية، والحكايات التاريخية والمقتطفات الأدبية، دعوة إلى السفر عبر التاريخ المشترك للمغرب وبلجيكا.ويتطلع هذا المعرض إلى تسليط الضوء على الدينامية التي تجلبها الهجرة المغربية لبلجيكا، والتعريف بمساهمتها في بناء هذا البلد وتنميته الاقتصادية، وتطوره المجتمعي وحياته الثقافية.والهدف، حسب المنظمين، هو أيضا التخلص من الصور النمطية في الجانبين، وتشجيع التفاهم والتعايش المشتركين.وبعد بروكسيل، سيذهب "ناس بلجيكا" في جولة عبر المدن البلجيكية الفرنكوفونية، وسيتوقف في باريس قبل أن يذهب مرة أخرى في جولة عبر المغرب.

وحسب المفوض العام للمعرض أحمد مدهون فإن "ناس بلجيكا"، يفتح الباب لاكتشاف الهجرة المغربية في بلجيكا بمختلف أوجهها، مع توفير إضاءة قيمة لتيمات مثل الهوية وتمازج الأجناس.وأعلن مدهون خلال افتتاح هذا المعرض الجمعة أنه حان الوقت بعد 50 عاما لتذكر هذا التاريخ المنسي، وللعثور على هذه الذاكرة المبتورة، مضيفا أنه بمعرفة تاريخ المهاجرين المغاربة فإن البلجيكيين يتعرفون على تاريخهم الخاص.

وقال إنه "في الوقت الذي سيختفي فيه الجيل الأول من المهاجرين المغاربة، فإن الغاية من هذا المشروع تكمن في إخراج هؤلاء النساء والرجال المهاجرين من دائرة النسيان، ورد الاعتبار لهم بواسطة أبسط أشكال الاعتراف، ألا وهي التعرف على تاريخهم الذي بات تاريخنا".وأشار مدهون الذي يعمل كمدير لشعبة الخدمات بالمجموعة الجامعية للجامعة الحرة لبروكسيل إلى أن معرض "ناس بلجيكا" يتطلع أيضا إلى المساهمة في إحداث فضاء للذاكرة خاص بتاريخ التنوع ببلجيكا.