بدأت المداولات أمس حول تولي المناصب الأساسية في الاتحاد الأوروبي والتي تبدو حامية بعد الانتخابات الأوروبية التي أسفرت عن برلمان مفكّك بعد تقدم أحزاب مشككة بأوروبا، ولو بشكل محدود خلافاً للتوقعات، وتقدم دعاة حماية البيئة والليبراليين.
ورغم أن تشكيلة البرلمان المقبل لا تزال غير واضحة، فإن المناورات بدأت حيث سيجمع عشاء مساء الثلاثاء قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتبادل الآراء حول التعيينات المقبلة.
وسيتناول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي خسر رهانه أمام زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، الغداء الثلاثاء في بروكسل مع أبرز القادة.
وفي الأيام الأخيرة استقبل رئيس الحكومة الهولندي مارك روتي ورئيس الوزراء البرتغالي أنتونيو كوستا واتصل أول من أمس هاتفياً بالمستشارة أنجيلا ميركل.
وبدفع من النتائج التي حققتها أحزاب مارين لوبان ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني وحزب نايجل فاراج المؤيد لبريكست في بريطانيا، يرتقب أن يشغل المشككون بأوروبا ما يصل إلى ربع مقاعد البرلمان (171 بحسب أحدث تقديرات مقابل 155 في البرلمان المنتهية ولايته).
لكن الانتخابات شهدت أيضاً تقدماً للأحزاب الداعية لحماية البيئة مثل حزب الخضر الألماني، وحلول حزب الخضر الفرنسي في المرتبة الثالثة بشكل مفاجئ وكذلك مجموعة من الوسطيين الليبراليين بدفع من مؤيدي إيمانويل ماكرون. ويسهم ذلك في إعادة تشكيل البرلمان الأوروبي، حيث انتهت ثنائية التحالف الكبير الذي كان يقوده الحزب الشعبي الأوروبي (يمين الوسط) والاشتراكيون الديمقراطيون (يسار الوسط).
وقال هولغر شميدينغ، كبير الاقتصاديين في بيرنغيرغ، في مذكرة: «مع هذا التصويت، تصبح الساحة السياسية الأوروبية أكثر تفككاً وأكثر استقطاباً ولو بمقدار قليل».
وأضاف أن «الدعم داخل الأحزاب التقليدية أفلت بعض الشيء من يمين الوسط ويسار الوسط نحو الليبراليين والخضر، أي إلى مجموعات غالباً ما تكون أفكارها مخالفة تماماً».