في الرابع من الشهر الجاري أطلق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر،عملية عسكرية؛ لتطهير طرابلس من الجماعات الإرهابية.ورداً على ذلك، أعلن فائز السراج رئيس حكومة الوفاق،حالة النفير العام؛ودعى قواته للتصدي للجيش،لتندلع معارك عنيفة على تخوم العاصمة التي تعاني منذ سنوات من أوضاع أمنية ومعيشية صعبة في ظل انتشار المليشيات المسلحة.

ومنذ 3 أسابيع، يواصل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر حملته العسكرية،لاستعادة السيطرة على طرابلس، وتطهيرها من الميليشيات والجماعات الإرهابية.وتتسارع الأحداث على الأرض وسط مؤشرات على عزم الجيش حسم المعركة لصالحه في وقت تتواصل فيه بيانات التأييد المؤيدة لعملية تحرير العاصمة.

تحشيد

إلى ذلك،صعد الجيش الوطني الليبي من وتيرة عملياته ضد المليشيات المسلحة حيث قصفت قواته،فجر الأحد، مواقع عسكرية جنوب العاصمة طرابلس.ونقلت "العربية.نت" عن مصدر من العاصمة أن سلاح الجو التابع للجيش الليبي شن غارات جوية عنيفة على معسكرات الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق جنوب طرابلس، وقصف "معسكر القعقاع" بمنطقة الفلاح، الذي تسيطر عليه كتائب من مدينة مصراتة، ويحتوي على مخازن للأسلحة والذخيرة.

وبالتزامن مع ذلك،تمكن الجيش الليبي من صد هجوم قوات تابعة لحكومة الوفاق ودحرها من طريق الطويشة من قبل الكتيبة 111 التابعة للواء 106 مجحفل.بحسب ما قال أكد مصدر عسكري في غرفة العمليات التابعة للجيش الوطني في تصريح لبوابة افريقيا الاخبارية، وأضاف المصدر ان القوات المسلحة لازالت تبسط سيطرتها على مطار طرابلس جنوب العاصمة بالكامل، مؤكدا في ذات تكبد قوات الوفاق المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والاليات.

وأعلن الجيش الوطني الليبي في وقت سابق أنه يستعد لإطلاق المرحلة الثانية من عملية "طوفان الكرامة" لتحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية خلال الساعات القادمة، في وقت تواصل فيه قواته زحفها على الأرض نحو وسط طرابلس بعد السيطرة على اطرافها.

وقال اللواء عبد السلام الحاسي آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني الليبي، إن قواته على استعداد لإطلاق المرحلة الثانية من عملية تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات والجماعات الإرهابية.وتوقع الحاسي “حدوث تطورات في اليومين المقبلين، على الأرض في محاور القتال، بحسب وكالة الأنباء الليبية، التابعة للحكومة المؤقتة شرقي ليبيا (وال). وأكد اللواء الحاسي، أن قواته "لا تزال في مواقعها ولم تفقدها… ونحن نتقدم بهدوء؛ بسبب رغبتنا في تجنيب سكان طرابلس تبعات القتال".

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر عسكري بالجيش الوطني إن الجيش عزز قواته الموجودة في محور مطار طرابلس الدولي بقوات مشاة، لافتا إلى أنها قامت أمس بأسر ثلاثة أشخاص، وأن "الموقف جيد في محور عين زارة ومطار طرابلس،لكن هناك مقاومة وكر وفر في محور الهيرة، الذي ما زال هو الأصعب لأنه يعتبر خطوط مواصلات القوات الموجودة في طرابلس".

وأضاف المصدر،الذي طلب عدم تعريفه:"الجيش يكسب الوقت لدفع تعزيزات أكبر في كل يوم، وقد قمنا بتعزيز مجموعتنا في المطار بمجموعة أخرى وذخائر". بدوره، أوضح مكتب الإعلام بالكتيبة "155" مشاة، التابعة للجيش الوطني، أن مناوشات واشتباكات متقطعة جرت أول من أمس في سبعة محاور خلال معارك العاصمة طرابلس، لافتا إلى أن قوات الجيش تُحافظ على تمركزاتها في منطقة وادي الربيع وعين زارة.

تأييد

وفي غضون ذلك، أعلنت مديريات أمن بالعاصمة طرابلس، الأحد 28 أبريل 2019، انشقاقها عن صفوف الكتائب الأمنية الموالية لحكومة الوفاق ودعمها لعمليات الجيش الليبي، لتحرير طرابلس من الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها منذ سنوات. بحسب ما أكدت قناة "العربية" الاخبارية.

وفي بيان مصوّر، أكدت مديريات أمن النواحي الأربعة (سوق الخميس امسيحل - سوق السبت - السبيعة - سيدي السايح - قصر بن غشير) انفكاكها عن وزارة داخلية حكومة الوفاق، وأعلنت تبعيتها لوزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة، كما دعت إلى ضرورة تأييد الجيش الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر في معركته لانتزاع العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة المؤدلجة التي نهبت ثروات الليبيين.

وتوالت البيانات الداعمة للعملية العسكرية التي يقودها الجيش الليبي منذ أكثر من 3 أسابيع، لتحرير العاصمة طرابلس من الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلّحة المدعومة من حكومة الوفاق الوطني، حيث سبق وأن أعلنت قبائل المنطقة الغربية والشرقية مساندتها للجيش في معركة طرابلس بالاضافة الى انضمام عدة بلديات لصفوف داعمي الجيش في مؤشر اعتبره مراقبون انحسارا لنفوذ حكومة الوفاق.

اتهامات

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الاشتباكات تتزايد فيه المخاوف من استهداف المدنيين خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة.وآخر هذه الاتهامات ساقها المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الأحد،حيث أكد إن قوات أسامة الجويلي الموالية لحكومة الوفاق خالفت كل الأعراف الدولية بقصفها منطقة السبيعة بصواريخ جراد، مشيرا إلى أن طائرات مصراتة قصفت منازل المدنيين في ترهونة وضواحي طرابلس.

من جهة أخرى،اتهم المتحدث باسم الجيش الليبي، قطر وتركيا بدعم "المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية" في العاصمة طرابلس.وتصاعدت خلال الفترة الأخيرة مؤشرات التدخل التركي والقطري في اطار معركة طرابلس حيث تسعى الدولتين لدعم المليشيات الموالية لها أملا في الحفاظ على مصالحها في ليبيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،تعهد السبت، بمواصلة ما أسماه "دعم الأشقاء" في السودان وليبيا"، معتبرا أن ليبيا باتت تشكل مسرحا لـ"سيناريوهات مظلمة تستهدف أمن المنطقة،وأكد أن تركيا: "ستسخر كل إمكانياتها لمنع تحويل ليبيا إلى سوريا جديدة".وهو ما اعتبره كثيرون اعترافا صريحا من أردوغان بدعم المليشيات المسلحة.

دعم سبق أن أكدته شحنات السلاح التي تكرر ضبطها خلال السنوات الماضية قادمة من تركيا باتجاه الجماعات المسلحة.وكان  الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، تحدث أكثر من مرة عن دعم قوى أجنبية للميليشيات في طرابلس، محددا تركيا وقطر بالاسم.

ولقي هذا التدخل التركي الفج حالة رفض عربي عام، وخلال القمة العربية الأخيرة، صدرت عدة قرارات عربية ضد التدخلات التركية في المنطقة،  وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن التدخلات الإيرانية التركية هي السبب الأول وراء تفاقم الأزمات الخاصة بالدول العربية، مؤكدا أن هذه التدخلات الاقليمية لكل من تركيا وإيران قد أفرزت بعض الأزمات وساهمت في تفاقم أخرى.