مازالت عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في الرابع م أبريل/نيسان الماضي متواصلة في العاصمة الليبية طرابلس وسط الحديث عن نتائج مهمة على صعيد الانتصارات حققتها القوات المسلحة خلال الساعات القليلة الماضية ما يجعلها تواصل الاقتراب من تحرير المدينة بصفة كاملة وانهاء نفوذ المليشيات المسلحة فيها.
الى ذلك،نفذ سلاح الجو التابع للجيش الليبى،الثلاثاء، غارات جوية على القسم العسكري بمطار معيتيقة الدولي وسط العاصمة طرابلس، استهدفت مخازن أسلحة وصواريخ طائرات تركية مسيرة، تابعة للميليشيات التي تقاتل ضمن قوات الوفاق.وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسمارى - في بيان - إن الغارات الجوية أدت إلى انفجارات هائلة، نتيجة لتدمير واحتراق صواريخ وذخائر كانت مخزنة في دشم بالشق العسكري لمطار معيتيقة، استخدمت من قبل المجموعات المسلحة.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني إلى أن هذه الضربات الجوية، كانت نتيجة لعمل فرق وأجهزة الاستخبارات والاستطلاع بالقوات المسلحة الليبية، التي استطاعت بمجهوداتها اكتشاف وتحديد مواقع هذه الدشم، التي استخدمت لغرض تخزين معدات وذخائر تستخدم للطائرات المسيرة التركية.
يذكر أنه سبق إغلاق مطار معيتيقة وتحويل الملاحة الجوية نحو مدينة مصراتة، بعد تعرضه لهجمات جوية عديدة تسببت في إيقاف حركة الطيران، حيث يتهم الجيش حكومة السراج باستخدامه لأغراض عسكرية، واعتماده كقاعدة لإقلاع الطائرات التركية المسيرة، التي توّفر غطاء جويّا لقوات الوفاق، في القتال الدائر في ضواحي طرابلس.
وكثف الجيش الليبي مؤخرا من استهداف مخازن الأسلحة والطائرات التركية المسيرة،ونجحت قواته،الجمعة الماضي، في توجيه ضربة قاصمة للميليشيات بأن دمرت أكبر مخزن لأسلحة جوية تركية في مصراتة.وقالت القوات الليبية إنها دمرت منشآت دفاعات جوية تركية في مدينة مصراتة 200 كلم شرق طرابلس، في غارات تشنها من حين إلى آخر على مواقع للجماعات المتطرفة ومخازن أسلحة وذخيرة لحكومة الوفاق.
وأكد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي في بيان على صفحته الرسمية على فيسبوك اليوم الجمعة، أن "القوات الجوية استهدفت منشآت تخزين معدات دفاعات جوية في مصراتة، تستخدم من قبل المليشيات والجماعات الإرهابية لتخزين معدات وأسلحة دفاع جوي تركية".وأضاف "نجم عن هذه الغارات انفجارات هائلة نتيجة تدمير واحتراق صواريخ وذخائر مخزنة في هذه المرافق".
وبالتزامن مع هذه الضربات الجوية،تقدمت وحدات من القوات البرية في الجيش الليبي، الثلاثاء، في عدة محاور مقتربة من وسط العاصمة طرابلس.وونقل موقع "إرم نيوز" عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش تقدمت إلى محور "سيمافرو صلاح الدين"، المتاخم لوسط العاصمة، تحت غطاء جوي من طيران الجيش الليبي.
وأضاف المصدر التابع لعمليات المنطقة الغربية، أن وحدات الجيش وصلت أيضًا إلى نقطة "محطة وقود البوعيشي"، ما بعد محور الخلاطات، وتعتبر أقرب تواجد لقوات الجيش من قلب العاصمة وميدان الشهداء.وبهذا التقدم أصبحت أحياء بوسليم والأكواخ، أهم أحياء مركز العاصمة، لا تبعد أكثر من كيلو متر عن قوات الجيش.
ونجح الجيش الليبي خلال الأيام القليلة الماضية في السيطرة على عدة مناطق استراتيجية من بينها مديرية أمن المناطق الأربع والسبيعة والعزيزية وخلة الفرجان ومناطق متقدمة بمحاور صلاح الدين وكاريزما وكوبري السواني ومعسكر اليرموك.وحول الوضع العسكري الراهن للجيش الليبي في العاصمة طرابلس، أكد العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجية المعنوي بالجيش الليبي، أن القوات تسيطر على أغلب المحاور على تخوم العاصمة طرابلس التي باتت تشهد هدوءاً حذراً.
وتابع المحجوب في تصريحات صحفية، أن قوات الجيش سيطرت في الأيام الماضية على عدة مواقع تابعة لقوات الوفاق المعترف بها دوليًا، مُبينًا أن أهمها معسكر حمزة، ومناطق استراتيجية بمحور عين زارة.وأكد أنه أيضًا تمت السيطرة بشكل كامل على محور الخلاطات، مُرجحًا أن تشهد الساعات المقبلة لحظات حاسمة جدًا بعد هذه المدة من الهدوء الحذر.
وكانت تقارير اعلامية قد أكدت في وقت سابق أن الجيش سيطر على منطقة "العزيزية" الإستراتيجية، التي تعتبر مفتاح الدخول إلى وسط وغرب العاصمة طرابلس، والتى تقع على طريق الساعدية، الرابط بين طرابلس ومنطقة العزيزية.وأشارت إلى تواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الليبي ومليشيات الوفاق، في عدد من المحاور حول العاصمة طرابلس، حيث أعلن الجيش أنه يتقدم بشكل كبير في أكثر من منطقة.
ومن جهتها،أعلنت "غرفة عمليات أجدابيا" التابعة للجيش، اقتحام القوات معسكر "الدبابات" بصلاح الدين جنوب طرابلس، بينما أعلنت "كتيبة طارق بن زياد" التابعة للقيادة العامة للجيش، اقتحام الوحدات العسكرية مواقع وتمركزات مسلحي الوفاق بالقرب من مسجد الطيبة جنوب طرابلس، مشيرة إلى أن الاشتباكات مستمرة حتى هذه اللحظة، وأن مفارز الكتيبة تحرز تقدمات أخرى تحديدا بمحور الخلاطات.
وكان المركز الإعلامي لـ"غرفة عمليات الكرامة" التابع للجيش، تحدث في بيان مقتضب، مساء أول من أمس، عن فرار عدد من عناصر الميليشيات الموالية لحكومة السراج في محور الخلة جنوب طرابلس، مشيراً إلى أن هذه العناصر تركت أسلحتها وآلياتها خلال هروبها المفاجئ.كما نقل المركز عن مصادر في طرابلس أن "أصوات الاشتباكات قوية وتُسمع في مختلف المناطق بالعاصمة، وتتوالى سيارات الإسعاف بكثرة على المصحات والمستشفيات"، في إشارة ضمنية إلى تصاعد الخسائر البشرية.
ويصر الجيش الوطني الليبي على مواصلة معركة تحرير طرابلس الى حين انهاء نفوذ المليشيات المسلحة فيها.وقال القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر،في وقت سابق،إن الجيش الليبي قادر على حسم معركة طرابلس في غضون 48 ساعة، عبر اجتياح كاسح بالأسلحة الثقيلة من جميع المحاور، مشيرا الى أن ذلك سيؤدي إلى دمار المدينة وخسائر كبيرة في صفوف المدنيين من سكانها.
أكد حفتر في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن:"حرب تحرير طرابلس ليست مشروع مقاولات يمكن أن نضع له جدولًا زمنيًا محددًا". لكنه تحدث عن استراتيجية بديلة لتدارك وقوع ضحايا من المدنيين في المواجهات، عبر "استدراج المجموعات إلى ضواحي المدينة، ومن ثم إلحاق خسائر فادحة في صفوفهم"، وهو ما حدث في العديد من المحاور خلال الفترة الماضية.
وبالرغم من الدعوات الدولية لانهاء القتال والتوجه نحو الحوار عبر مؤتمر برلين المزمع عقده في الفترة القادمة،فان العديد من المتابعين للشأن الليبي يؤكدون أن أي تسوية سياسية أو مبادرة مصالحة أو استحقاقات انتخابية لن تنجح في ظل وجود المليشيات المسلحة التي يبقى القضاء عليها بوابة ليبيا الوحيدة نحو الاستقرار.ويأمل الليبيون في استعادة الأمن والاستقرار في بلادهم وانهاء سنوات من الفوضى والعنف.