في الوقت الذي كثفت فيه قوات الجيش الليبي من هجماتها على الميليشيات المسلحة، في إشارة قوية إلى دخول معركة تحرير طرابلس إلى مرحلة الحسم وتخليص العاصمة الليبية من هذه المجموعات الخارجة عن القانون،تتناقص مناطق نفوذ حكومة الوفاق وسط تصاعد التأييد للقوات المسلحة الليبية.
الى ذلك، أعلنت مديرية صبراته إنهاء ارتباطاتها كافة بحكومة الوفاق،وجاء ذلك مع اعلان مدير أمن صبراتة عميد زائد الخطابي، رفضه الاستمرار في العمل تحت إمرة وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق المرفوضة فتحي باشاغا،معتبرا ذلك نقيصة لايمكن القبول بها أو التعايش معها.
وأوضح الخطابي – في بيان نشر، الإثنين على الصفحة الرسمية لمديرية امن صبراتة – أنه لا يمكن العمل مع باشاغا خاصة بعد تصرفه الأناني الأخير ودفاعه عن ما وصفه بـ"عرشه المتهاوي والحفاظ على جاهه المكذوب" ضد القوات المسلحة. وأكد مدير الأمن على قناعته بأن الحياد في قضية الوطن هو خيانة غظمة، لافتًا إلى الأمور أصبحت واضحة للعالم بكاملة أن العاصمة واقعة تحت سيطرة المليشيات الإرهابية.
وأعلن مدير أمن صبراته في بيانه المباركة الكاملة والتأييد لعمليات "طوفان الكرامة" التي أطلقها القائد العام المشير خليفة خفتر، مبيناً بأن هذه العمليات ستقرب من يوم قيام الدولة وقدرة مؤسساتها الأمنية على حماية الوطن واسترجاع سيادته وحماية وصون امن المواطنين وكرامتهم في الداخل والخارج.
ودعا الخطابي أهالي العاصمة طرابلس وكل مدن المنطقة الغربية للمجاهرة بمواقفها والانقضاض على الميليشيات المجرمة التي باتت تترنح وقاربت على السقوط بفعل ضربات القوات المسلحة وقواته المساندة، مضيفاً :"فلا تترددوا يا أهلنا فجيشكم يدق أبوابكم وساعات الخلاص باتت قريبة واليوم الذي انتظرتموه طويلا ها قد اقبل ولا مجال للتردد ولامكان للخوف ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
وسارعت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق،للرد على هذه التصريحات،حيث أكدت إن ما صدر عن مدير الأمن صبراتة جاء عقب إقالته وإعفائه من مهامه، مشيرة إلى أنه ستتم متابعة قضيته وفقا للإجراءات المعمول بها.وأكدت الوزارة أن مديريات الأمن التابعة لحكومة الوفاق تعمل وفق التعليمات الصادرة إليها، ولا يوجد إشكالات بخصوص انضباطها.
في غضون ذلك، أعلن موظفو السفارة الليبية في مصر عما يمكن اعتباره أول انشقاق دبلوماسي لبعثة ليبية في الخارج عن حكومة السراج.وأصدر الموظفون أمس بيانا أكدوا فيه "تأييدهم للعمليات العسكرية التي تخوضها قوات الجيش الوطني لتحرير العاصمة طرابلس"، وتخليصها مما وصفوه بـ"هيمنة أمراء الحرب والميليشيات".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"،عن أحد الموظفين العاملين بالسفارة في القاهرة،إن "مجموعة موالية للمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، اقتحمت صباح أمس مقر السفارة الليبية، وسيطرت عليه لبضع ساعات، قبل أن يستعين المكلف بالأعمال الموالي لحكومة السراج بمجموعات أخرى لطرد أنصار الجيش.
وبالرغم من التطمينات التي ساقتها حكومة الوفاق حول تواصل العمل في مناطق نفوذها،فان متابعين للشأن الليبي يؤكدون أن هذه التطورات تثبت انحسار سيطرة الوفاق على آخر رقعة لها في غرب ليبيا.حيث تتالى اعلان بلديات في غرب ليبيا انضمامها إلى الحكومة الليبية المؤقتة في شرق البلاد، وذلك بالتوازي مع استمرار المعارك في ضواحي العاصمة الليبية بين الجيش الليبي وقوات تابعة لحكومة الوفاق.
وكانت البداية مع بلدية غريان،الواقعة إلى الجنوب من العاصمة طرابلس،والتي كلّف رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني، البهلول الصيد عميدا لبلديتها، بعد ساعات من دخول قوات الجيش الوطني للمدينة.فيما أصدر وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة المستشار إبراهيم بوشناف،قرارا بتكليف العقيد توفيق شعبان بمهام مدير أمن غريان.
ثاني المناطق التي أعلنت تبعيتها للحكومة الليبية المؤقتة هي مدينة ترهونة، إحدى أهم المدن التي تقع بمحاذاة الجنوب للعاصمة الليبية طرابلس، إذ أعلنت عبر بيان وزع على وسائل الإعلام بإنهاء كل علاقاتها الأمنية والإدارية بحكومة الوفاق.بحسب ما أكد موقع "ارم نيوز" الاخباري.
ومن جهتها، أعلنت بلدية بن وليد، التي تقع إلى الجنوب من مدينة مصراته، تبعيتها للحكومة المؤقتة، ونقل موقع "ارم نيوز" عن مصادر في البلدية أن الكتائب العسكرية الموجودة في المدينة التحقت بوحداتها التابعة للقيادة العامة للجيش كما أعلنت مديرية الأمن إنهاء ارتباطها بوزارة الداخلية بحكومة الوفاق.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع دخول المعارك الميدانية في مرحلة جديدة مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من المنطقة الغربية إلى محاور القتال بالعاصمة الليبية طرابلس والتي أخذت مواقعها، تمهيداً للدخول في المرحلة الثانية والحاسمة من معركة تحرير طرابلس.بحسب ما أكدت العربية.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، أحمد المسماري، أن "آمر المنطقة العسكرية الغربية، اللواء ركن إدريس مادي، توجه على رأس قوة كبيرة من مدينة الزنتان إلى غرفة عمليات تحرير طرابلس، لاستلام المهمة القتالية المكلف بها".
وأظهر مقطع فيديو نشرته الصفحات المقربة من القيادة العامة للجيش القوة العسكرية التي تحدث عنها المسماري، وهي عبارة عن مئات المدرعات والأسلحة الثقيلة، في طريقها للعاصمة للمشاركة في معركة تحرير طرابلس، ووثق للحظة انتشارها في محاور القتال على أطراف العاصمة.
وكان أكد المسماري في قوت سابق، أن الجيش سيكثف هجماته على مواقع الميليشيات خلال الأيام المقبلة، وسيستخدم المدرعات والمدفعية الثقيلة للتقدم نحو قلب العاصمة.وهو ما اعتبره مراقبون اشارة الى أن المواجهات ستأخذ منحا حاسما في اتجاه الاسراع بدخول العاصمة وانهاء نفوذ المليشيات المسلحة فيها.
وتشير التطورات الميدانية بحسب تقارير اعلامية الى انحسار مناطق نفوذ حكومة الوفاق ولم يعد لها سوى وسط طرابلس وجزء من مدينة الزاوية الذي تتواجد به ميليشيات ذات توجه متشدد، بالإضافة إلى مصراته،التي أكد المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري،في وقت سابق، أن القيادة العامة للجيش تحصلت على معلومات بنقل بعض مؤسسات الدولة من طرابلس إليها.