كشف مسؤولون بأجهزة الأمن والاستخبارات في دول أوروبية عن رصدهم لمراسلات قام بها الدبلوماسي الإيراني، أسد الله أسدي، المتهم بتدبير محاولة تفجير مؤتمر للمعارضة الإيرانية بباريس في يونيو/حزيران الماضي، مع مسؤولين إيرانيين.
ونقلت صحيفة "الإندبندنت" عن مسؤول غربي رفيع، لم تكشف عن اسمه، أن أسدي لم يكن متورطاً فقط في مؤامرة محاولة تفجير المؤتمر المذكور، بل قام بتنسيق الجهود مع مسؤولين آخرين داخل إيران.
كما ذكر المصدر أن الاتصالات بين أسدي ونظرائه في إيران كانت على شكل رسائل نصية، أو دردشات، تم جمعها من قبل أجهزة الاستخبارات الأوروبية.
كذلك كشف المسؤول معلومات حساسة عن الأدلة التي تثبت اتصالات أسدي مع مسؤولين في النظام، وفق الصحيفة.
وتتصاعد الخلافات بين أوروبا وايران ليس بسبب استمرار عمليات الاغتيال ومحاولات التفجير ضد المعارضين فحسب، بل شملت برنامج طهران الصاروخي المثير للجدل وملفات أخرى، بالرغم من محاولة الأوروبيين الإبقاء على الاتفاق النووي من خلال تقديم آلية دعم مالية جديدة تدعى "انستكس".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن عقوبات على قسم الشؤون الداخلية بوزارة الاستخبارات الإيرانية وصنف كل من نائب وزير الاستخبارات الإيراني، سعيد هاشمي مقدم، بالإضافة إلى أسد الله أسدي، على قائمة العقوبات.
ويُحاكم أسدي في بلجيكا حالياً ويتم احتجازه هناك منذ أن سلمته ألمانيا الذي اعتقلته مطلع يوليو/تموز الماضي، بتهمة تسليمه قنبلة لمنفذي الهجوم الفاشل، وهما إيرانيان يحملان الجنسية البلجيكية يدعيان أمير سعدوني (38 عاماً) ونسيمة نومني (33 عاماً)، والذين اعترفا باستلامهما القنبلة من أسدي في لوكسمبورغ، قبل يوم واحد من تنفيذ العملية.
ومددت محكمة في مدينة أنتويرب شمال بلجيكا، الأسبوع الماضي، حبس أسدي، لاتهامه بتمرير عبوة تحتوي على 500 غرام من المتفجرات إلى زوجين يعيشان في بلجيكا لاستخدامها في تنفيذ الهجوم الذي كان يستهدف تجمعاً لمنظمة "مجاهدي خلق" في بلدة فيلبنت قرب باريس في 30 يونيو/حزيران الماضي، وحضره نحو 25 ألف إيراني معارض لحكومة طهران.
دليل قوي على تورطه
ووفقاً للمسؤول الغربي، فإن القرائن تقدم دليلاً قوياً على تورط أسدي في المؤامرة المحبطة لتفجير تجمع باريس، دون التأكيد ما إذا كانت المستويات العليا من النظام على علم بهذا المخطط.
وكان السفير الإيراني السابق لدى ألمانيا، علي ماجدي، قد قال، في مقابلة نُشرت الشهر الماضي من قبل وكالة أنباء "ايسنا" الإيرانية شبه الرسمية، إن أدلة الأوروبيين ضد أسدي قاطعة ولا يمكن الطعن بها.
وذكر ماجدي في تصريحاته، التي أثارت جدلاً داخلياً، أن "الدول الأوروبية قدمت أدلة لا يمكن إنكارها بسهولة رغم أنها لا تستطيع أن تثبت ذلك بسهولة".
كذلك أحبطت أجهزة الأمن الأوروبية هجوماً آخر بالدنمارك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان حول مؤامرة اغتيال ناشطين أهوازيين في العاصمة كوبنهاغن.
وأخيراً، أعلنت الحكومة الهولندية أن إيران تقف وراء اغتيال اثنين من المواطنين الهولنديين، من أصل إيراني، في هولندا في السنوات الأخيرة، أحدهما القيادي الأهوازي، أحمد مولى، والثاني المعارض الإيراني، محمد رضا صمدي كلاهي، المقرب من "مجاهدي خلق".
المصدر: العربية نت