اعتقل 13 مقاتلا مغربيا في صفوف التنظيم المعروف بـ "داعش" نهاية الأسبوع المنصرم في مدينة الموصل العراقية، بعدما حاولوا الهروب من المدينة التي تعرف قصفا شديدا متواليا، ليلتحقوا بجهاديين مغاربة وعرب يتوجهون شمالا نحو الحدود التركية، بعدما اشتدت عليهم نيران الحرب التي تشنها فصائل مختلفة، إلى جانب الجيش النظامي العراقي.

تقرير استخباراتي هندي أكد أن المغاربة يشكلون ثالث جنسية مقاتلة في صفوف التنظيم بعد روسيا، التي بلغ عدد حاملي جنسيتها أكثر من 2700، فيما تصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول المصدرة للمقاتلين، إذ بلغ عدد حاملي جنسيتها 3000 مقاتل.

ويؤكد المصدر أن السلطات الهندية سبق وأن أعلنت أن تعاونا وتنسيقا أمنيين يجمعان أجهزتها الأمنية مع الأجهزة المغربية لمواجهة تهديدات التنظيم، بعد رصدها وجود أكثر من 6000 هندي يقاتلون في صفوف التنظيم.

في السياق ذاته سبق لوزير الداخلية المغربي محمد حصاد أن كشف عن عدد الجهاديين المغاربة الذين يقاتلون تحت لواء "الدولة الإسلامية في العراق والشام" والذي يفوق الألفي جهادي، ويتولى خمسة منهم مسؤوليات مهمة داخل التنظيم.

وقال حصاد، أمام أعضاء مجلس المستشارين، الغرفة الثانية للبرلمان المغربي، إن "المعلومات الإستخبارية المتوافرة تفيد أن هناك أكثر من ألفي جهادي مغربي يقاتلون في صفوف "الدولة الإسلامية" وتم تعيين خمسة منهم مؤخرا في مسؤوليات مهمة".

وصنف وزير الداخلية هؤلاء المقاتلين إلى مجموعتين، واحدة مكونة من 1122 فردا جاؤوا مباشرة من المغرب، والثانية تضم ما بين1500 إلى 2000 جهادي يقيمون في الدول الأوروبية.

وأضاف ردا على أسئلة المستشارين أن "أحد الجهاديين الخمسة الذين يتحملون مسؤوليات في التنظيم، ويحملون ألقاب أمراء، تم تنصيبه أميرا عسكريا في التنظيم، بينما تم تنصيب ثان كقاض شرعي، ثم أميرا على اللجنة المالية، وأمير منطقة جبل تركمان، وأميرا للحدود الترابية".

جدد الوزير المغربي قلق بلاده من هؤلاء الجهاديين. وقال إن "المغرب يشعر بالقلق لسببين، أولهما أن المواطنين الذين يعيشون في أوروبا لديهم جوازات سفر أوروبية تسمح لهم بالسفر بحرية، وثانيهما أن للجهاديين علاقة مع الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل".

مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، عبد الحق الخيام، أوضح في مؤثمر صحفي عقده بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بسلا، متم مارس االمنصرم، أن العدد المذكور من المقاتلين المغاربة في صفوف "داعش"، من بينهم، 220 معتقلا سابقا في قضايا تتعلق بالإرهاب، قد قضى منهم نحو  246 في القتال في سوريا، و40 في العراق.

مضيفا، أنه يوجد هناك ضمن صفوف "داعش"، حوالي 185 امرأة مغربية، و135 طفلا، يتم تدريبهم في معسكرات "الدولة الإسلامية"، مشيرا في نفس السياق، إلى أن السلطات المغربية اعتقلت وحققت مع 135 من العائدين، و"هم يشكلون خطرا محدقا على المغرب وباقي المنطقة".

وقد سبق لهؤلاء الارهابيين أن نشروا تسجيلات صوتية على اليوتوب وشبكات التواصل الاجتماعي يتوعدون فيها بشن هجمات إرهابية على المغرب، ويركزون على استهداف شخصيات عامة، إضافة إلى وجود قائمة للشخصيات المغربية المستهدفة.

المغرب بدأ تركيزه على تعزيز الإجراءات الأمنية على الرحلات الجوية إلى دول الشمال ونشر قوات حذر في النقط الحساسة وداخل المدن الكبرى تحسبا لأي تهديد ارهابي قد يفاجئ المغرب.