اعتصم ثلاثة مواطنين مغاربة، ينحدرون من مدينة العيون، منذ 17 يوما، أمام السفارة المغربية في العاصمة الإسبانية، لأسباب اجتماعية، ما دفع السفير المغربي، محمد فاضل بنيعيش، إلى التحرك لاحتواء الأمر، وإيصال مشاكلهم إلى الحكومة المغربية، قبل استغلالها لأهداف انفصالية، من قبل أنصار “البوليساريو”، والجزائر للضغط على المغرب.

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “الموندو”، الإسبانية أن المعتصمين الثلاثة وصلوا في رحلة جوية من العيون إلى مدريد، منذ ما يزيد عن أسبوعين، حيث شيدوا “خيمة بلاستيكية” أمام السفارة للمطالبة بالشغل، والسكن، والديمقراطية.

محمد أحد المعتصمين، والذي دخل، منذ أسبوع، في إضراب عن الطعام، أوضح في تصريح لـ”الموندو”، وقال: “سأبقى هنا حتى تتم تسوية وضعيتي، ولو أدى بي هذا إلى الموت”.

وحاول السفير المغربي في إسبانيا، محمد فاضل بنعيش، في اجتماع مع المعتصمين الثلاثة، عند وصلوهم إلى مدريد، بغية إقناعهم بفض الاعتصام، وأنه سيحيط الحكومة المغربية علما بقضيتهم، إذ طلب منهم أن يحددوا مطالبهم في طلب خطي من أجل محاولة إيجاد حل لوضعيتهم.

المصدر ذاته كشف، أيضا، أن فاضل بنيعيش عاد، أول أمس الثلاثاء، ليجتمع بالمواطنين الثلاثة، حيث طلب منهم العودة إلى المغرب من أجل حل مشاكلهم، غير أن المعتصمين الثلاثة يعتقدون أن وعد بنعيش مجرد “كذبة”، إذ يرون أنهم كانوا يناضلون في المغرب منذ 10 سنوات دون أن يتلقوا أي رد من الجهات المعنية، ما دفعهم إلى التصعيد من خلال الاعتصام في مدريد.

وقال إبراهيم، أحد المعتصمين: “أعيش مع أبنائي وزوجتي، ووالدي، وأشقائي في البيت نفسه، نحن 15 شخصا (تحت سقف واحد)”. وأَكد المعتصمون الثلاثة: “مطالبنا اجتماعية واقتصادية. نطالب بحقنا في الشغل، والسكن”، وأضافوا أن “هناك أكثر من 3600 وحدة سكينة (في العيون) فارغة، بينما عدد كبير من الناس يعيش في الشارع”، لاسيما أن المنطقة فيها “ثروات، ومواد أولية”.

ورفض الثلاثة، العودة إلى المغرب، نظرا إلى ما اعتبروه غياب الديمقراطية، التي تسمح بالمطالبة بالحقوق دون التعرض للاعتقال، وفي هذا يقولون: “إذا قمنا بالاحتجاج (في المغرب) تتدخل الشرطة، وتعتقلنا”، وزادوا: “ليست هناك ديمقراطية”.