حمّل المفكر يوسف الصديق حكومة الحبيب الصيد مسؤولية سلامته الجسدية بعد البيان الأخير الذي أصدره المجلس الاسلامي الأعلى التابع لمؤسسة رئاسة الحكومة، والذي اتّهم فيه الصديق مقدّم برنامج «عيال الله» على الاذاعة الوطنية بالزندقة والمروق عن الدين.

وقال الصديق في تصريح لوسائل اعلام تونسية إنّ ما ورد في البيان يتضمّن تهديدا لسلامته الجسدية لا سيما وأنّ تهمة المروق هي من أعلى درجات التهم الخطيرة، منبها لخطورة موقف المجلس الاسلامي الأعلى الذي شبّهه بسلمان رشدي.

وتوجه يوسف الصديق برسالة إلى رئيس الحكومة، محذّرا من خطورة عدم الانتباه من الناحية المنهجية والمنظوماتية والأمنية لدعوات التكفير والاتهامات الباطلة بالزندقة والمروق، معتبرا أنّ ذلك يساهم يوميا في انتاج وتصدير آلاف الدواعش.

هذا وقد أكد الصديق على أنّ الهدف من برنامجه «عيال الله» هو تبسيط مفاهيم قرآنية يحوم حولها التباس بعيدا عن الدجل والتحريف، مشيرا إلى أنّ ما يقدّمه في نهاية المطاف هو عمل انساني قد تشوبه أخطاء أو سهو ولكنّه بالمحصّلة من الممكن أن يساعد على فتح باب النقاش والحوار بطريقة عقلانية حول هكذا مسائل.

واضاف بالقول إنّه إنسان مستنير والدين الاسلامي هو جغرافيته الروحية، مشيرا إلى أنّ التاريخ الاسلامي مازال مبهما و تختلف حوله التصورات.

وقد استغرب الصديق ما قام به وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ في وقت سابق حينما راسل مؤسسة الاذاعة التونسية منوها بأنّه قد لوحظ بأنّ برنامج «عيال الله» الذي يقدّمه الصديق لا يحترم الرسل و الأنبياء و الآيات القرآنية، حسب ما ورد في الرسالة.

وشبّه الصديق هذا التعاطي من قبل الوزير بمحاكم التفتيش، منتقدا مضمون الرسالة التي تضمنّت حديثا عن «ملاحظة» و الحال أنّ عثمان بطيخ يمثّل سلطة تنفيذية و مؤسسة من جهاز الدولة.

وقد أفاد الصديق أنّ برنامجه الذي يبثّ على الاذاعة الوطنية سيتواصل حتّى بعد شهر رمضان مذكراً بأنّ المجلس الاسلامي الأعلى خلال سنة 1990 سبق أن أصدر فتوى بمنع نشر كتاب له في تونس صدر بفرنسا واحتوى على صور ورسوم تفسيرية وتبسيطية للنصّ القرآني والذي كان موجها بالأساس للأطفال من أجل تسهيل تعلّم الآيات القرآنية بطريقة بيداغوجية هادفة.