في وقت تعيش فيه ليبيا أكبر كارثة في تاريخها جراء إعصار "دانيال" الذي خلف ألاف القتلى ودمر مدينة درنة بأكملها خرج زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر في قلب المأساة بموقف غريب لا يفسر إلا بعدم الإنسانية.

وعلى عكس الهبة التضامنية العالمية تجاه مدينة درنة وأهلها حتى من دول وشعوب بعيدة عنا، نشر مقتدى الصدر المعروف بمواقفه الطائفية المتطرفة تدوينة معلقا فيها على الكارثة بالقول "ليبيا ذنبها غير مغفور" في إشارة إلى مزاعم اختفاء الزعيم الشيعي الآخر موسى الصدر في ليبيا سنة 1978، وهي الرواية التي لم ترسخها في الأذهان إلا مجموعات مغالية في طائفيتها أمثال الصدر وبري زعيم حركة أمل اللبنانية لكي يستثمرانها سياسيا.

لكن المتابع لردود الفعل على ما قاله مقتدى الصدر، سيتفاجأ بالردود الكثيرة الرافضة لمثل هذت التصرف "غير الإنساني" تجاه الليبيين تجاه كارثة طبيعية لا ذنب لهم فيها وضحاياه مواطنون أبرياء جلهم لا يعرف عن قصة الصدر أي شيء.

والملفت أيضا أن ردود الفعل الغاضبة قبل أن تكون من الليبيين والعرب، كانت من المجتمع الشيعي الموالي للصدر نفسه حيث تم انتقاد ما كتبه معتبرينه تصرفا لا يليق وفي غير وقته وظروفه.