قتل جنديان تشاديان من قوة التدخل الإفريقية في إفريقيا الوسطى ومدنيان أمس في بانغي في حي أغلبيته مسيحية حيث أعدم السبت ثلاثة مدنيين مسلمين في دلالة على شدة التوتر الذي ما زال سائدا بين المسيحيين والمسلمين في العاصمة.

وأعلن الجنرال الكاميروني مارتن تومنتا قائد العمليات العسكرية في قوة التدخل الإفريقية أن الضحايا هوجموا عندما كانوا يتنقلون راجلين في الحي رغم أنه كان من المحظور عليهم التوجه إلى هناك.

وافاد مسؤول طبي ان هذا الاشتباك الذي يرفع الى 19 عدد العسكريين العاملين في قوة التدخل الافريقية الذين يقتلون منذ كانون ديسمبر، اوقع ايضا قتيلين مدنيين.

وفي ذلك الحي ذاته قتلت حشود غاضبة السبت ثلاثة مدنيين مسلمين بعدما أوقفت سيارتهم قبل إعدامهم.

وأفاد شهود أن الحشود تجمعت على الطريق المؤدية إلى المطار مرددة شعارات مناوئة للمسلمين عندما وقعت الواقعة في مشهد أصبح عاديا في بانغي.

وقال الجنرال تومنتا "لدينا مشكلة، هناك أسلحة وذخائر وقنابل يدوية تتداول في مخيم النازحين (قرب حي كومباتان الذي يقيم فيه مئة ألف مسيحي) والأولوية هي تطهير هذا المخيم في أسرع وقت ممكن".

ومع ذلك ، نفى الجنرال فرانسيسكو سوريانو قائد عملية سنغاريس الفرنسية في افريقيا الوسطى الاثنين عبارة "التطهير العرقي" التي تستعملها المنظمات غير الحكومية لوصف أعمال العنف التي يذهب ضحيتها مسلمون في هذا البلد.

وأكد الجنرال سوريانو أن "بعض السكان، لا سيما المسلمين، يخضعون لضغط كبير من بعض الميليشيات المسلحة"، مضيفا "ليس هناك من تطهير عرقي" في افريقيا الوسطى.

وأضاف ان "الخوف تملك المسلمين في افريقيا الوسطى وأن بعضهم نزحوا داخل البلاد في حين لم ينزح البعض الآخر وبقي تحت حماية مجموعات أخرى"، مؤكدا أن "الأمن سيعيد هؤلاء السكان إلى ديارهم".

وقد حذرت منظمة العفو الدولية في منتصف فبراير من "تطهير عرقي" قالت ان مدنيين مسلمين يتعرضون له في غرب افريقيا الوسطى ولم تتمكن القوات الدولية "من الحؤول دونه".

واندلعت دوامة المجازر الدينية بعد أشهر من تجاوزات مارسها عناصر حركة سيليكا المسلمين بحق المسيحيين إثر توليهم الحكم في بانغي في مارس 2013.

وردا على ذلك تشكلت ميليشيات دفاع ذاتي مسيحية وسرعان ما هاجمت المدنيين المسلمين في بانغي ما تسبب في نزوح آلاف الأشخاص منذ ديسمبر وما زالت عمليات النهب والإعدام خارج القانون متواصلة دون أن يتمكن جنود عملية سنغاريس الفرنسية أو قوة التدخل الافريقية من وقفها.

ودفعت هذه الجرائم الرئيسة الانتقالية كاترين سمبا بنزا إلى إعلان "الحرب" على الميليشيات المسيحية ، فيما دافع الجنرال سوريانو الأحد عن العملية الفرنسية مؤكدا أن أعمال العنف "تراجعت كثيرا" منذ بداية عملية سنغاريس في ديسمبر.

وتتناقض هذه التصريحات المتفائلة مع تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي طلب الخميس من مجلس الأمن الدولي إرسال تعزيزات عسكرية دولية إلى افريقيا الوسطى قائلا "نحن في حاجة إلى المزيد وبسرعة"، داعيا إلى "التحرك الآن تفاديا لتفاقم الوضع" ومتحدثا عن "فظاعات" و"نزوح أعداد كبيرة من السكان".

ومن المقرر أن يتخذ البرلمان الفرنسي قرارا الثلاثاء بشأن تمديد العملية الفرنسية في افريقيا الوسطى لأكثر من أربعة أشهر إذ يفترض أن يرتفع عديدها من 1600 إلى الفين. وتتحرك القوات الفرنسية رسميا دعما لقوة التدخل الافريقية التي تعد ستة آلاف رجل.