قُتلت طفلة مسلمة وأصيبت شقيقتها ووالدتهما بجروح خفيفة، اليوم الأربعاء، بشظايا قنبلة ألقتها عناصر في مليشيا "أنتي بالاكا"، ذات الأغلبية المسيحية، جنوب غربي أفريقيا الوسطى، بحسب مصدر عسكري وشهود عيان.
ووفقا لشهود العيان، قتلت الطفلة (6 سنوات) وأصيبت والدتها وشقيقتها الكبرى (9 سنوات)، بشظايا القنبلة في مدينة بودا بمحافظة لوباي، أثناء استعداد ثلاثتهن لغسل الملابس على حافة نهر "أميا".وأوضح الشهود أن القنبلة ألقاها عناصر في مليشيا "أنتي بالاكا"، من دون توضيح ملابسات إلقائها.
فيما قال مصدر عسكري بالقوة الفرنسية "سنغاريس"، فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأناضول، إن الطفلة لقيت مصرعها جرّاء إصابتها بإحدى شظايا قنبلة يدوية ألقتها عناصر من "أنتي بالاكا"، أثناء مواجهات بينها وبين أفراد بالقوة الفرنسية، اثر خلاف على نقل اجتماع أفراد من الطائفة المسيحية بالمدينة مع بعثة حكومية".
وكانت بعثة حكومية، على رأسها نائبة رئيس المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان)، ليا كوياسوم- دونتا، انتشرت في مدينة "بودا" منذ مساء الثلاثاء الماضي، ضمن لجنة الأزمات التي تشكّلت مؤخرا، بهدف إقناع المسلمين المحاصرين في بعض المناطق - تحت حماية القوات الافريقية "ميسكا" والفرنسية "سانغاريس"، خشية استهدافهم من قبل "أنتي بالاكا"- بعدم مغادرة المدينة.
وعقدت اللجنة في وقت سابق من اليوم اجتماعا مع مسلمين في المدينة، وكان من المقرر عقد اجتماع آخر مع مسيحيين، غير أن قوات "سنغاريس"، اقترحت نقل مكان انعقاده لـ"أسباب أمنية"، وهو ما أثار حفيظة عناصر من "أنتي بالاكا"، وأسفر عن أندلاع الاشتباكات التي راحت ضحيتها الطفلة.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تعيش أفريقيا الوسطى على وقع صراع طائفي بين مليشيات "السيليكا"، ذات الأغلبية المسلمة، وميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية، ما أسفر عن مقتل المئات وتهجير عشرات الألاف من المسلمين، بحسب الأمم المتحدة.واستدعى الأمر تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى، قبل أن يقرر مجلس الأمن الدولي، مؤخرا، نشر قوة حفظ سلام تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي، من المقرر أن تستلم مهام حفظ السلام سبتمبر/ أيلول المقبل، في محاولة لاستعادة الاستقرار في البلد المضطرب.