دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الجمعة إلى "تعبئة وطنية شاملة" في مواجهة الأزمة الصحية "غير المسبوقة" وتداعياتها على الاقتصاد الوطني، مؤكدا على أولوية الإنعاش الاقتصادي للخروج من الأزمة.
وقال الملك إن "مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة تتطلب تعبئة وطنية شاملة وتضافر جهود الجميع، لرفع تحدياتها"، أثناء الخطاب الافتتاحي للدورة الخريفية للبرلمان. وصور الخطاب على غير العادة داخل القصر الملكي ليبث في مقر مجلس النواب دون حضور الملك، بسبب الإجراءات الوقائية ضد وباء كوفيد-19.
وسجل المغرب الجمعة حصيلة قياسية للإصابات بالوباء بلغت 3445 حالة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع مجموع الإصابات منذ آذار/مارس إلى أكثر من 146 ألفا توفي 2530 منهم، بحسب آخر حصيلة رسمية.
وجدد العاهل المغربي التأكيد الجمعة على وضع "خطة إنعاش الاقتصاد في مقدمة أسبقيات هذه المرحلة"، معلنا إنشاء صندوق محمد السادس للاستثمار الاستراتيجي برصيد يقارب نحو 1,5 مليار دولار.
وتوقع المصرف المركزي المغربي في سبتمبر ركودا اقتصاديا بمعدل 6,3 بالمئة هذا العام هو الأشد منذ 24 عاما، وذلك جراء تداعيات جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى تراجع نتائج القطاع الزراعي بسبب الجفاف والخسائر الكبيرة للسياحة بفعل إغلاق الحدود منذ مارس.
كما تطرق الملك محمد السادس إلى خطة تعميم الحماية الاجتماعية التي أعلنها في وقت سابق، موضحا أنها تهدف إلى "تعميم التغطية الصحية الاجبارية في أجل أقصاه نهاية 2022 لصالح 22 مليون مستفيد إضافي"، بالإضافة إلى توسيع الاستفادة من تعويضات التقاعد لحوالي خمسة ملايين مغربي، والتعويضات العائلية لنحو 7 ملايين طفل.
وأضاف: "لقد أبانت هذه الأزمة عن مجموعة من الاختلالات ومظاهر العجز"، معتبرا أن نجاح خطة الإنعاش الاقتصادي والتأسيس لعقد اجتماعي جديد "يقتضي تغييرا حقيقيا في العقليات، وفي مستوى أداء المؤسسات العمومية".
ومدد المغرب الخميس العمل بحالة الطوارئ الصحية، المفروضة منذ مارس، شهرا آخر حتى 10 نوفمبر للتصدي للجائحة.