30 قتيلا، كانت حصيلة الهجوم الارهابي الذي تبناه الفرع المصري من تنظيم الدولة الاسلامية، المسمى بداعش في وقت سابق. إن النقطة المصرية تنضاف لكل من ليبيا وتونس والجزائر حيث تتمركز في هذه البلدان تنظيمات أصبحت تعتبر نفسها فروعا لداعش.

حسب الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فابريس بالانش، فإن "الجماعات الإرهابية خاصة منها المنشقة عن تنظيمات جهادية سابقة مثل القاعدة، سيختارون الطرف الجهادي الأقوى اليوم وهو تنظيم الدولة الاسلامية". يضيف بالانش أن "إعلان الانتماء لداعش أصبح موضة الجهاديين اليوم". كما يرى أن "عامل السن يخدم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كما أن النجاحات التي تحققت خاصة على مستوى التوسع الجغرافي تمثل عامل جاذبية".

"إعلان الولاء لداعش هو أيضا طريقة للاستفادة من موارد أضخم والتي من الممكن ان يوفرها للتنظيمات الصغيرة التنظيم الأم" يضيف بالانس، "كما ان هذه الجماعات المنتشرة في أماكن متفرقة تعتقد ان انضمامها لمشروع داعش يعطيها اعترافا عالميا".

في شمال افريقيا ثمة اليوم 4 جماعات جهادية أعلنت ولائها أو دعمها على الأقل لتنظيم الدولة الإسلامية. ولكن تظل القاعدة هي مرجعية معظم التنظيمات الارهابية في المنطقة الصحراء الافريقية. أما تنظيم بوكو حرام المتمركز في نيجيريا فهو من القوة بحيث لا يحتاج لدعم داعش ولا القاعدة.

أهم التنظيمات التي أعلنت ولائها لداعش:

1- تنظيم عقبة ابن نافع في تونس: تأسس التنظيم في سنة 2012، وأعلن يوم 20 سبتمبر 2014 بدعمه لتنظيم الدولة الاسلامية الذي حقق وقتها انتصارات كبرى على الجيش العراقي. وقبل ذلك اعتبر التنظيم نفسه تابعا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. يتموقع تنظيم عقبة بن نافع في المنطقة الجبلية الشعانبي (غرب تونس) حيث يتحرك ضد قوات الأمن التونسية بصفة متواترة إلى حد ما، مستغلا التضاريس وحركة التهريب على الحدود التونسية الجزائرية.

2- جند الخلافة في الجزائر: تأسست هذه الجماعة الارهابية من منشقين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وهو التنظيم الذي اشتهر بعد اختطافه ثم تنفيذ الاعدام في فرنسي هيرفي غوردال. وكان قائد التنظيم عبد المالك غوري المكنى باسم "خالد أبو سليمان" قد نشر بيانا أعلن فيه الولاء لأبو بكر البغدادي. علما أن خالد أبو سليمان قد لقي حتفه عل يد الجيش الجزائري في نهاية السنة الفارطة، وهو ما اعتبر اضعافا قويا لقدرات هذه الجماعة الارهابية.

3- جماعة أنصار بيت المقدس: أصبح هذا التنظيم مؤخرا الفرع المصري من تنظيم الدولة الاسلامية منذ يوم 10 نوفمبر الماضي. وهو يتركز في شبه جزيرة سيناء ويعرف ما يشبه الحرب المفتوحة مع الجيش المصري. ويعد من أكثر التنظيمات قوة باعتبار العدد والعتاد. وهو يستغل جيدا تضاريس سيناء الجبلية والصحراوية للتحرك والتزود بالمؤونة والسلاح. ومثله مثل تنظيم عقبة بن نافع في تونس، كانت ولاءات زعماء تنظيم انصار بيت المقدس متجهة في السابق نحو القاعدة، قبل أن تتخلى لأسباب تبدو استراتيجية لصالح داعش.

4- الفرع الليبي لداعش: تبنى تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا عملية فندق كورنثيا في وسط العاصمة طرابلس. وهي ثالث عملية ارهابية يتبناها التنظيم الإرهابي في غضون شهر في العاصمة الليبية طرابلس. وكان التنظيم قد حاول يوم 17 جانفي الفارط تفجير السفارة الجزائرية في ليبيا. هذه العمليات النوعية لم تعرفها ليبيا رغم ان البلاد تعرف حالة عدم استقرار أمني منذ سقوط نظام معمر القذافي في سنة 2011.