دخلت الحملة الانتخابية الرئاسية في الجزائر مرحلة الجدية في طرح الوعود على الناخبين، وأبرزها مسألة تعديل الدستور التي شكلت قاسماً مشتركاً بين طروحات المرشحين المتنافسين الستة.

في غضون ذلك، توزع ستة حلفاء للرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الولايات الجزائرية للدفاع عن ترشحه لولاية رابعة ما جعل باقي المنافسين يحتجون على ميول الإدارة والإعلام الرسميين لنقل ستة تجمعات لمرشح واحد يومياً.

ودخل مرشحو الانتخابات الرئاسية معترك الحملة الانتخابية بوعود أبرزها تعديل الدستور، لاسيما بوتفليقة، الذي وعد بإجراء تعديل دستوري قبل نهاية العام الجاري، من دون أن يشرح التعديلات التي يعتزم إجراءها.

وتفاوتت قدرة حملات المرشحين الخمسة الآخرين على الحشد في تجمعاتهم الانتخابية، فتمكنت حملة رئيس الوزراء السابق علي بن فليس، كما كان متوقعاً، من جمع عدد كبير من مناصريه، في حين كانت التجمعات الأخرى أقل عدداً من حيث الحضور الجماهيري.

واشتكى منافسو بوتفليقة في بداية الحملة، من «تحيز الإدارة والإعلام الحكومي». وعلمت «الحياة» أن رئيسة حزب العمال المرشحة لويزة حنون اشتكت إلى اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات من «تعامل التلفزيون والإذاعة الحكوميين مع بوتفليقة كرئيس للبلاد»، وفعل بن فليس الشيء ذاته، فوجّه شكوى ضد تعدد التغطيات الإعلامية لنشاطات حلفاء الرئيس.

من جهة أخرى، عادت حركة «بركات» (كفى) إلى الشارع أمس، إذ تظاهر عدد من الناشطين أمام مقر التلفزيون الرسمي في شارع الشهداء في العاصمة الجزائرية. وطوقت قوى الأمن الاعتصام، الذي رُفعت فيه شعارات منددة باستعمال التلفزيون الحكومي كوسيلة دعائية لبوتفليقة. وكمم الناشطون أفواههم بشرائط لاصقة تعبيراً عن الحرمان من حرية التعبير.

كما نظمت عائلات المفقودين وقفة سلمية قرب اعتصام حركة «بركات»، للمطالبة بكشف مصير أبنائهم المفقودين.

وأتت تلك التحركات غداة تجديد تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات دعوتَها المترشحين الخمسة الذين ينافسون بوتفليقة، إلى الانسحاب من السباق الرئاسي وترك الساحة له بعد أن «سُخِّرت له إمكانات الدولة وحسمت النتائج لصالحه مسبقاً».

وذكر الأمين العام لحركة «النهضة» محمد ذويبي، أن «المتتبع للوضع في الجزائر يتأكد أننا وصلنا إلى طريق مسدود في المجالات والقطاعات كافة، لذلك وجب علينا فتح آفاق جديدة لمستقبل البلاد، لأن الجزائر لم تضيع فرصة الانتخابات للانتقال بها من التخبط الذي تعيشه إلى فضاءات أوسع فحسب، بل لاحظنا أن الدولة كلها سُخرت لدعم بوتفليقة».

وأجمع زعماء الأحزاب المقاطعة بعد توقيع محضر تعيين اللجنة السياسية للتحضير للندوة الوطنية للانتقال الديموقراطي، على انتقاد الوضع السياسي للبلاد. واعتبر رئيس التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية محسن بلعباس، التنسيقية بمثابة مجلس تأسيسي مصغر سيكبر بعد انعقاد الندوة الوطنية.

ودعا رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، النخبة إلى رفع صوتها إلى جانب الإعلام والأحزاب، وإلى أن تعبر عن «رفضها استمرار الفساد والتلاعب بمصير الأمة، معتقداً أن الإشكالية لا تكمن فقط في ترشح رئيس مريض، لأن النظام لم يؤسَّس على الانتقال الديموقراطي».

* عن "الحياة"