قالت صحيفة "رأي اليوم" انه رغم انتهاء عملية تحرير مدن شمال مالي من قبضة التنظيمات السلفية الجهادية في عام 2013 إلا أن قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا تفترض في مناوراتها التدريبية مع قوات دول افريقية في موريتانيا التي تسمى “فلينت لوك” تفترض سيطرة جماعات متشددة سلفية على مدن ثم تحريرها من قبل قوات مشتركة وهو ما يثير التساؤل حول التحضير لتحرير مدن ليبية من قبضة الجماعات المتشددة.
تتوقع وزارة الدفاع الأمريكية وفق الصحيفة عودة الجماعات المتشددة الإسلامية لاحتلال مدن في دول افريقية منها دول الساحل رغم طرد القوات الفرنسية للفصائل السلفية الجهادية من مدن شمال مالي في بداية عام 2013، وكشف برنامج التدريبات المشتركة بين قوات أمريكية وقوات دول افريقية عن عدم ثقة الأمريكيين في قدرات جيوش افريقية على خوض حرب ناجحة ضد جماعات مسلحة منظمة جيدا على غرار القاعدة و”الدولة الاسلامية”.
كشفت وثائق برنامج مناورات “فلينت لوك” الذي تشرف عليه قيادة القوات الأميركية في إفريقيا، ويركز على دول الساحل القريبة من الجزائر، وتم تنظيمها في شرق موريتانيا عن تغيير في إستراتيجية قيادة وزارة الدفاع الأمريكية في مواجهة الجماعات السلفية الجهادية المتشددة في إفريقيا من اعتبارها مصدر تهديد للأمن في المنطقة إلى منظمات يمكنها احتلال أقاليم كاملة والسيطرة على سكانها، وشمل برنامج المناورات، الذي نشرته صحيفة “الخبر” الجزائرية، عملية افتراضية لتحرير مدينة تحتلها جماعات متمردة، ثم التعامل مع السكان المدنيين فيها.
وكشف برامج المناورات المشتركة بين قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا وقوات دول افريقية أن الأمريكيين يعتقدون أن 3 جيوش فقط في القارة الإفريقية يمكنها التعامل بالقوة اللازمة مع تهديدات مصدرها جماعات سلفية جهادية مسلحة، هذه الجيوش موجودة في مصر الجزائر والمملكة المغربية، وبلغ تراجع ثقة الأمريكيين حسب مخططات التدريب المشترك بينهم وبين جيوش الدول الإفريقية حد تدريب قوات نظامية افريقية في مناورات مشتركة على الرمي بالأسلحة المختلفة، وهو ما يعني حسب عسكريين محترفين، أن المناورات المشتركة بين جيوش دول افريقية والقوات الأمريكية والغربية تحولت إلى عميلة تدريب على أبجديات يتعلمها المقاتل في مراحل التدريب الأولى، وهو ما يعني أن وزارة الدفاع الأمريكية لا تثق كثيرا في قدرة دول الساحل ومنها دول الميدان الثلاثة المتحالفة مع الجزائر ضد الإرهاب على صد هجمات تشنها جماعات سلفية جهادية سلفية متشددة.
كما أن قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا تجد صعوبة كبيرة في رفع المستوى القتالي المنظم لأغلب دول القارة السمراء إلى مستوى الجيوش الحديثة خاصة من ناحية الانضباط.
وشملت المناورات المشتركة بين القوات الأمريكية وقوات دول افريقية منها المناورات الكبيرة “فلينت لوك” حسب المخططات 7 مراحل منها مرحلتان فقط يمكن تصنيفهما كمناورات حقيقة، من بين المراحل عمليات تلقين نظرية وهو ما يعني تغير جذري للمناورات القتالية، ثم تعليم قوات عسكرية محترفة في دول افريقية كيفية تنفيذ الإغارة والكمين، وهما عملان يتدرب عليهما العسكريون في مراحل التدريب الأولى، كما شمل عملية إنزال جوي قرب مدينة آهلة ثم التعامل مع سكانها المدنيين وتقديم مساعدات لهم، وهو ما يعني أن القوات الأمريكية تحضر للتعامل مع احتمال وقوع مدن في مناطق افريقية في قبضة الجماعات السلفية الجهادية.
وتكمن المشكلة، حسب عسكريين، في أن المناورات عادة ما تحدث بين قوات النخبة المنتقاة بعناية فائقة، وهو ما يطرح العدد من علامات الاستفهام حول قدرة دول الميدان على التعامل مع التهديد الذي تمثله الجماعات السلفية الجهادية التي تعيش حالة ترقب في الوقت الراهن.
وقال خبير عسكري “قد تتضمن المناورات عمليات تدريب مختلفة لا تهدف لرفع مستوى قوات جيوش حليفة، بل للتعرف بدقة على المستوى الحقيقي لقوات هذه الجيوش حتى يتم التخطيط العسكري على ضوء عملية معاينة ميدانية للقوات الحليفة ومن أجل تقريب مستويات التدريب بين العسكريين من مختلف الدول، كما أن عدم وجود ثقة في قدرة جيوش دول افريقية على حماية مدن سيعطل الكثير من مشاريع وزارة الدفاع الأمريكية خاصة المتعلقة بإقامة قواعد لطائرات بدون طيار في دول افريقية.
وتعاني جيوش دول الميدان الثلاثة المتحالفة مع الجزائر في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى ضعف القوات الجوية لدى موريتانيا أو انعدامها تقريبا لدى مالي والنيجر، وعدم توفر المخصصات المالية الكافية التي تسمح بتطوير الجيش، من ناحية التدريب ونقص التعداد الكافي لتغطية الحدود، في ضعف وسائل الاتصال والنقل التي تحسنت في السنتين الأخيرتين، لكنها مازالت دون المستوى المطلوب فبينما تنتقل الأوامر والمعلومات بسرعة لدى الوحدات القتالية الجزائرية ودون تأخير يحتاج نقل معلومة أو خبر لوقت يصل إلى ساعات لدى وحدات جيشي مالي والنيجر، وتساهم الرواتب الزهيدة وغير المناسبة التي يتقاضاها العسكر والدرك في هذه الدول في تعقيد مهمة مكافحة الإجرام والإرهاب.