هي نهاية عام مضطرب آخر لمنطقة الشرق الأوسط، والتي انتهت بوضع مختلف لكل من هذه البلدان. ففي تونس ختمت الانتخابات الرئاسية الأخيرة المرحلة الانتقالية للبلاد منذ قيام الثورة، وستكون في عام 2015 أمة أكثر استقرارا. ولكن بالنسبة لليبيا، فقد جلب هذا العام الفوضى والألم وهاهو يترك البلاد مع المزيد من عدم الاستقرار مع استمرار الصراع.

كان الفرق بين هذين البلدين موضوعا مهيمنا في منتدى الشباب الليبي التونسي، وهو الحدث الذي عقد في منتصف ديسمبر كانون الاول في العاصمة التونسية تونس. جمعت الناشطين الشباب من كلا البلدين معا للمنتدى لمدة أربعة أيام نظمتها المبادرة المدنية الليبية واليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وكان الهدف الرئيسي للمنتدى هوتسهيل تبادل الآراء بين الناشطين الشباب والتركيز على مشاركتهم المدنية.

ومن بين المتحدثين المفتتحين كانت ابتسام بحيح، ممثلة بنغازي في هيأة صياغة الدستور، وكذلك ممثل اليونسكو مايكل كروفت وسفير الاتحاد الأوروبي ناتاليا ابوستلوفا، والذين أكدوا جميعهم على أهمية العمل معا لدعم المبادرات الشبابية من خلال كلماتهم التي القوها. وتخلل هذا الاجتماع دقيقة صمت ترحما على ارواح النشطاء الذين اغتيلوا نتيجة لنشاطهم السلمي.و كان واحدا من هؤلاء النشطاء هو توفيق بن سعود والذي كان من المفترض أن يحضر المنتدى وكان ذكره قد حرك مشاعر الحاضرين الذين اجهشوا بالبكاء. وتحدث رئيس منظمة نحب سوسة السيد انيس بوفريخة وقال. “في كل مبادرة نتخذها، سيكون توفيق دائما معنا” .

وتضمنت فعاليات المنتدى حلقة نقاش مع النشطاء الليبيين والتونسيين إلى جانب سلسلة من ورش العمل حول وسائل الإعلام، والمشاركة في مبادرات الحوار المدني والشباب أثناء المرحلة الانتقالية. ومن خلال هذه الورش تم مناقشة آثار عدم الاستقرار في ليبيا وتناقضها الواضح مع الوضع في تونس. كان النشطاء التونسيين اكثرثقة في وسائل اعلامهم من نظرائهم الليبيين، وكانوا أكثر انخراطا في الحياة السياسية. ومع ذلك، كانت هناك أيضا العديد من أوجه التشابه بين البلدين، مثل قضايا البطالة وخيبة الأمل من الأحزاب السياسية والرغبة القوية لمزيد من الفرص الموجهة للشباب.

خصص اليوم الرابع للمشاركين الليبيين لمناقشة المشاكل والحلول للمجتمع المدني في اثناء الصراعات. وكان بعض القضايا الأساسية المذكورة هو انتشار الأسلحة، وعسكرة الشباب وعدم دمجهم في عملية بناء الأمة. بعض المشاريع المقترحة كانت عقد جلسات حوار مع ممثلين من كلا الجانبين واعداد برامج اعادة تأهيل للمتورطين في القتال والصراع .

قال سفيان زرلي المنسق التونسي لمنتدى الشباب “ كان الحصول على الجميع هنا معا تحديا كبيرا“، مشيرا إلى إغلاق المعبر الحدودي رأس اجدير والذي منع بعض النشطاء الليبيين من الحضور. “بعد سماع المنظمات الدولية عن عفد هذا المنتدى، أرادوا الانضمام إليه، والتي كانت خطوة ممتازة لجمع مؤسسات المجتمع المدني للعمل معا والتي يجب ان تكون اهدافها واحدة من اجل العمل معا على الأولويات “.

انبثقت فكرة المنتدى من الوضع غير المستقر في ليبيا. فصعوبة تنظيم الأحداث هناك إلى جانب تأثير كلا البلدين على بعضهما البعض أدى إلى ضرورة وجود منتدى من شأنه أن يشجع الحوار بين ممثلين من كلا البلدين على المستوى المدني حتى يتمكنوا من مساعدة ودعم بعضهم البعض. كما أعطت الأمم المتحدة فرصة للحديث عن المشاريع المستقبلية مثل شبكات البحر الأبيض المتوسط للشباب، والتي تسعى إلى مساعدة الشباب على تطوير قدراتهم .

المشارك التونسي حاتم العامري قال أن المنتدى قدم له فرصة للقاء الناشطين الليبيين والاستماع إلى تجاربهم. “لقد كانت فرصة لبناء جسر قوي بين البلدين الذين يشتركان في نفس الاهتمامات” قال. “من الضروري أن نحافظ على الاتصال بين المشاركين لأن لدينا العديد من المشاريع التي تحتاج الى التنفيذ” .

محمد المجبري ناشط من بنغازي قال “المنتدى كان قريبا من توقعاتي،وهذا كان من خلال التفاعل في مناقشات المائدة المستديرة لإنشاء شبكة من الاتصالات” . “لقد كانت فرصة عظيمة ليس فقط للتفاعل وسماع الآراء من الإخوة والأخوات التونسيين، ولكن أيضا للنظر في الأزمة الليبية من زوايا مختلفة من خلال عيون مشاركين ليبيين اخرين.”

هشام الورفلي مدير المبادرة المدنية الليبية أوضح أهمية لقاء التونسيين والليبيين معا. “نحن نصر على البحث عن مساعدة من الدول الغربية دون النظر الى جيراننا“،و قال. “تونس تشترك مع ليبيا في الكثير من وجهات النظر ولها ثقافة متشابهة مع ليبيا. لكنها مرت بالمرحلة الانتقالية التي لا زالت ليبيا عالقة فيها ، وتونس لديها القدرة على مساعدتنا. “واختتم حديثه قائلا:” لقد أردنا تعزيز الاتصال والتواصل وأعتقد، بالنظر الى صعوبة الوضع، فان المنتدى كان ناجحا جدا “.

المنتدى بصفة عامة كان فترة للشعور بالراحة في هذا الوقت الحرج للمجتمع المدني في ليبيا. وقد كان من المشجع لنا أن نرى أن النشطاء لم يتخلوا عن ليبيا بالرغم من التحديات التي يواجهونها يوما بعد يوم، وكذلك تبين لنا أن الليبيين من خلفيات مختلفة يمكن أن يجتمعوا معا للعمل من اجل إيجاد حلول للأزمة في البلاد. رؤية النشطاء التونسيين وإصرارهم في تحسين بلدهم كانت ايضا من العوامل المحفزة، وتذكير مهم بأن اي عمل يقوم به النشطاء الليبيين هو عامل مهم في مساعدة ليبيا لانهاء المأزق الذي تعيشه وبذلك نتمكن من العمل من أجل مستقبل أفضل.

لمعرفة المزيد عن منتدى الشباب التونسي الليبي، يمكنك متابعة#TLYF و#YouthTL على تويتر.