رحل، ظهر أمس السبت، في بيروت، المفكر اللبناني العروبي منح الصلح، عن عمر ناهز 87 عاماً، بعد صراع مع المرض اضطره، في السنوات القليلة الماضية، إلى عزلة لم تعرفها مسيرته الصاخبة طيلة أكثر من نصف قرن.

ولد صاحب "الإسلام وحركة التحرر العربي" عام 1927 في حيّ البسطة، وسط العاصمة اللبنانية، في عائلة معروفة بنشاطها السياسي في الأروقة اللبنانية.

درس في "الجامعة الأميركية في بيروت"، قبل أن يتوجه إلى باريس لتحضير دكتوراه في الأدب العربي، لكنه سرعان ما سيعود إلى بلده، منخرطاً في العمل الصحافي والثقافي، حسب العربي الجديد.

صحيح أن الصلح أصدر عدة مؤلفات بلورت فكره السياسي وأطروحاته العروبية، مثل "المارونية السياسية"، و"الانعزالية الجديدة في لبنان"، و"مصر والعروبة"، و"الثورة والكيان في العمل الفلسطيني"؛ إلا أن حضوره الأكبر يكمن في نشاطه كمثقف فاعل شارك في إطلاق وإدارة عدد من المؤسسات السياسية، العروبية والوحدية، مثل "دار الندوة"، و"اللقاء اللبناني الوحدوي"، و"المؤتمر القومي العربي"، و"المؤتمر القومي الإسلامي".

الراحل، الذي يُشيع جثمانه اليوم الإثنين في بيروت، ساجل مطوّلاً في ضرورة الدولة كقاعدة للتقدم السياسي والاجتماعي، وكان يردّ التأخر العربي وعدم الوصول إلى تجربة ديمقراطية إلى عدم نضج الواقع السياسي في منطقتنا.

رغم ذلك، فإنه كان يعتقد، كما قال في حوار أجري معه عام 2007، أن الأمة العربية، التي نجحت في فترات وفشلت في أخرى، تتخذ الوجهة الصحيحة نحو التقدم.