قامت دار “دارف”، الأنكليزية، وهي دار تهتم وتسعى إلى نشر الأدب العربي باللغة الأنكليزية، بنشر الرواية الأولى “سراب الليل” أو “العلكة” للكاتب الليبي منصور بوشناف، وقد صدرت هذه الرواية حديثا بعنوان “Chewing Gum“، وقامت بترجمتها منى زكي. “العرب” التقت ببوشناف لتتحدث إليه عن صدور هذه الترجمة وعن المشهد الثقافي الليبي وعن جديده الإبداعي، فكان هذا الحوار.

رواية “العلكة” صدرت عام 2008، ولكن تم منع توزيعها في ليبيا، وتتناول الرواية الحياة بمدينة طرابلس والوضع العام في ليبيا خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي. منصور بوشناف كاتب مسرحي وأديب ليبي من مواليد 1954، كان من سجناء الرأي لمدة عشر سنوات منذ بداية السبعينات، وكانت رواية “العلكة” أول أعماله الروائية.

 

ازدواجية العنوان

عن تغيير عنوان الرواية أثناء الترجمة، يقول منصور بوشناف: “الرواية في نسختها العربية لها عنوانان هما “سراب الليل” وعنوان داخلي “العلكة” وتم اختيار العلكة كعنوان وحيد للرواية لأنه مناسب أكثر بالنسبة للقارئ الأوروبي حسب رأي الناشر الذي أبدى جديته ومهنيته واهتمامه بنشر الكتاب وعرضه على مترجمين عدة بعد الترجمة الأولى التي قامت بها الأستاذة منى زكي”.

ويضيف منصور بوشناف: “سعدت باختيار روايتي للترجمة وقد جاء في تقديم الترجمة إنها رواية تفيض بالسخرية وتصوّر حياة مجتمع تحت نظام ديكتاتوري”، موضحا تمسك الناشر بقواعد النشر والتعاقد وطرق دفع الحقوق المادية والإعلان عن الترجمة مبكرا وقبل الطباعة مما يشير إلى مهنية التوزيع.

 

لست مؤرخا

عن نظرة بوشناف لترجمة الأدب العربي إلى لغات الأخرى، مع ملاحظة أن الكثير من الكُتاب يقولون: “إن الطلب على الكتب العربية المترجمة ضعيف وهي تشتكي من غياب القارئ الأجنبي وسوق الكتاب”، ويتابع قوله: “التوزيع الألكتروني بمواقع كبيرة كالأمازون والتلغراف والغارديان إلى جانب توزيع النسخة الورقية برأيي يضمن للرواية توزيعا ممتازا في كل بلدان العالم”، وأضاف: “القارئ الأجنبي أكثر إقبالا على قراءة أدبنا، فقط الأمر يحتاج لمهنية في النشر والتوزيع”.

الرواية تطرح جانبا تاريخيا من الحياة الليبية خلال فترة الثمانينات فهل يمكن اعتبارها عملا روائيا تاريخيا وتوثيقيا، في هذا الشأن يقول الكاتب منصور بوشناف: “روايتي العلكة يمكن اعتبارها أو تصنيفها تاريخية لأنها ترصد عقدا من حياة الليبيين وبالتحديد في مدينة طرابلس، بل وتتداعى شخصياتها وأحداثها إلى قرون الميلاد الأولى بسرد مكثف يشبه إلى حد كبير الاختزال الصحفي. الناشر يقول عنها إنها مثيرة للجدل، وقال بعض النقاد إنها تشير إلى فترة السجن التي عشتها سابقا”، وأضاف بوشناف: “علاقة الكاتب بالشأن السياسي حاضرة دائما.

ببساطة لأن السياسة تمس حياته كمواطن وأيضا كيانه كمنتج للثقافة التي يحاول الساسة الهيمنة عليها وتوظيفها لأهدافهم لذا ظلت السياسة مشكلة الكاتب التي لا مفر له منها والتعامل معها كأحد الكوابح والعراقيل التي تحد من انطلاقه كمبدع وكمتطلع لعالم أكثر إنسانية وتحررا”.

انتهى الكاتب منصور بوشناف من كتابة روايته الجديدة “الببغاوات” وهي تتناول الحياة والثقافة والسياسة والتدين في القرن الرابع للميلاد بقرزه وبني وليد وترهونة ولبدة الكبرى، وستتم أيضا ترجمتها إلى اللغة الأنكليزية بعد صدور النسخة العربية مباشرة، وسيبدأ في كتابة “بعيدا عن عدن” وهي “مسرواية” أي مزيج بين فني الرواية والمسرحية.

وأوضح بوشناف أن الفنون مترابطة واهتمامي بالفنون التشكيلية والمسرح والتاريخ الليبي القديم، كلها روافد لما أكتب وفي العلكة مثلا كتبت عن النحت الليبي في قرون الميلاد الأولى وأعني النحت الذي تركه فنانون ليبيون منذ القرن الثاني للميلاد”.

 

*نقلا عن العرب اللندنية