يلقي الاتفاق الليبي الذي وُقّع في الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر الجاري لتشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ترحيباً كبيراً، من التيار المدني في ورشفانة، وسط دعوات وصفت بالفردية انطلقت من شخصيات في ورشفانة لمقاطعة الاتفاق وعدم المشاركة في حكومة الوفاق.
كما ابدى عدد من اعضاء مجلس النواب في ورشفانة ممانعة في الإلتحاق بالموقّعين في الصخيرات المغربية، غير أن ذلك الموقف قد تبدد بمجرد اعلان التيار المدني في ورشفانة ترحيبه بالاتفاق ورغبته المشاركة في حكومة الوفاق، خاصة وان هذا التيار كان من الداعمين للحوار منذ بداية انطلاق عملية الحوار السياسي في 2014، كما كانت له مشاركات في جميع المسارات، لكن هذا الاتفاق يبدو أنه وضع حداً للانقسام الذي تعيشه الساحة المدنية والسياسية في ورشفانة ، إسوة بالمشهد العام في ليبيا الذي يعد أكثر انقساماً، وكما أن هذا الاتفاق بث الأمل في نفوس سكان ورشفانة وقلل من المخاوف من ارتفاع أسهم الانفلات الامني الذي تعيشه ورشفانة نتيجة غياب حكومة فاعلة قادرة على بسط الأمن والاستقرار بالمنطقة الغربية من ليبيا.
وبرز مؤشر إضافي قبل توقيع اتفاق الصخيرات ، حيث عمل التيار المدني في ورشفانة وبعض الشخصيات السياسية على ترتيب تواصل لرئيس حكومة التوافق فائز السراج مع شخصيات في ورشفانة عملت على تهئية الظروف لقبول ورشفانة الاتفاق ولمشاركتها في حكومة التوافق، كما تعمل بعض الشخصيات السياسية ورجال الأعمال من ورشفانة في التواصل مع المجلس الرئاسي لزيارة أحد نوابه ومن المرجح أن يكون " أحمد معيتيق " لمنطقة ورشفانة للاطلاع على الاوضاع فيها ومعرفة طلبات سكان ورشفانة من حكومة الوفاق، ويخشى متابعون للشأن المحلي في ورشفانة أن يتم اهمال المنطقة من قبل الحكومة الجديدة وبالتالي تترك المنطقة لوحدها تواجه الجريمة وسيطرة التشكيلات المسلحة وتغولها على السلطات المحلية داخل بلديات العزيزية والزهراء والسواني والماية .
ويبدو الترقب من سكان ورشفانة لما ستحمله الأيام المقبلة وما ستسفر عنه الجهود المحلية لتفادي اي تطورات سلبية في حالة تخلى حكومة التوافق عن المنطقة التي تضم نسيج اجتماعي كبير من عدة قبائل من ورشفانة وهوارة وقبائل اخرى.
وعلى الرغم من أن اتفاق الصخيرات حضره عدد من شخصيات ورشفانة من سياسين ومدنيين ورجال أعمال واعضاء مجلس النواب وعمداء بلديات ، فإن شخصيات بارزة ومؤسسات قائمة في ورشفانة لم ترفض ذلك، بل أيدت ما حدث من مشاركة فاعلة من هذه الشخصيات، ورأت فيها انها شخصيات وطنية ممكن أن تساهم في احلال السلام في الوطن ، وتستطيع أن يكون لها دور في المرحلة القادمة.
ووصفت مؤسسات المجتمع المدني في ورشفانة ، مراسم توقيع اتفاق الصخيرات بـ" العمل الوطني والتي شاركت فيها أطراف تريد الخير لليبيا والليبيين و يعبر عن إرادة غالبية الشعب الليبي "، ودعت المقاطعين للالتحاق باتفاق الصخيرات.
من جهة اخرى، رحبت العديد من الشخصيات الاجتماعية في ورشفانة ، ببنود الاتفاق الذي وُقّع في الصخيرات، واصفتا حكومة الوفاق بأنها " نتاج حوار ليبي - ليبي، وهو ما يرحب به الليبيون"، كما اكدت على " أن يُتخذ اعضاء مجلس النواب قرارات داخل قبة البرلمان حتى يكون الاتفاق دستورياً وقانونياً".