دعت منظمات حقوقية محلية، اليوم الأربعاء، إلى "فتح تحقيق جاد" في حوادث اغتصاب 15 طفلة تم تسجيلها، مؤخرا، في مقاطعة كيفو الجنوبية، شرقي الكونغو الديمقراطية.
جاء ذلك تجاوبا مع صيحة الفزع التي أطلقها مدير المركز الطبي بـ "كتانا"، إحدى مدن مقاطعة كيفو الجنوبية، بشأن حالات اغتصاب جرت، مؤخرا، في مدينة كافومو بالمقاطعة ذاتها، وشملت 15 طفلة تتراوح أعمارها بين عامين و14 عاما.
وقال المتحدّث باسم المنظمات الحقوقية المحلّية في جنوب كيفو، أسوالد ريباشا، إنّ "التواجد الأمني ضعيف في كافامو"، مضيفا أنّه "لم يتمّ بعد تحديد الجناة، والحديث في الغالب يشمل أشخاصا لم يقع التعرّف إلى هوياتهم، فيما تتّسم التحقيقات ببطئ شديد.. باختصار، لا يوجد تقدّم ملموس في الموضوع".
ريباشا أضاف: "على السلطات السياسية أن تلتزم بجدّية بالموضوع؛ فالعدالة مدعوّة لأداء واجبها والقبض على مغتصبي الفتيات".
كان منسّق منظمة "فايف مان" في الكونغو الديموقراطية، "دينيس موكويجي"، دعا خلال مؤتمر صحفي عقده نهاية الأسبوع المنقضي بكافامو، إلى ما أسماه بـ"تعبئة شعبية عامة" "تكريما للناجيات من الاغتصاب ووقفا للعنف ومنع تكرار مثل هذه الممارسات الوحشية".
ومنظمة "فايف مان" هي منظمة حقوقية نسائية أنشئت في السابع من مارس/ آذار 2014 في مقاطعة كيفو الجنوبية، وتنشط في مجال مكافحة التمييز الذي تعاني منه النساء ضحايا العنف الجنسي، وتناضل من أجل الدفاع عن حقوقهن.
وأوضح "موكويجي" أنّ "العام الماضي، سجّل وجود عشرات من الأطفال والفتيات ضحايا للأعمال الوحشية التي تؤثر على مجتمعنا وتجلب العار إلى إنسانيتنا المشتركة"، قبل أن يضيف: "أمارس مهنتي منذ 30 عاما، و للمرة الأولى، أقوم بإجراء عملية رتق غشاء البكارة لطفلة لم يتجاوز عمرها الشهرين.. وقد حدث ذلك منذ أسبوعين".
ودعا طبيب النساء إلى ضرورة "استنكار اغتصاب أطفالنا بكلّ الطرق، وإرساء آليات التنبيه لاستعادة الأمن في أحيائنا ووضع حد للإفلات من العقاب"، قبل أن يختم حديثه قائلا: "ينبغي ملاحقة المسؤولين عن حوادث الاغتصاب وتقديمهم للمحاكمة، وإقرار تعويضات لل ضحايا".
"موكويجي" أسّس مستشفى ومؤسّسة "بانزي" بـ "بوكافو" عاصمة كيفو الجنوبية لمساعدة النساء اللائي تعرّضن للاغتصاب. وقد اقترح اسمه عدة مرات لنيل جائزة نوبل للسلام. كما تحصّل على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.