زار فريق عمل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، مدينة بئر الغنم لمتابعة الوضع البيئي والصحي والإنساني للسكان ببلدية الزاوية الجنوب.
وأكدت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا في بيان لها أن الزيارة جاءت بموجب ما تمت متابعته في مدينتي زليتن وبئر الغنم وما تشهده هذه المدن من ارتفاع لمنسوب المياه الجوفية، وتحول خزانات الصرف الصحي إلى أبار تفيض منها المياه الملوثة، الناجمة من طفح المياه الجوفية، وما يشكله ذلك من مخاطر صحية وبيئية على السكان.
ورصد الفريق ارتفاع منسوب المياه واندفاعها للسطح، وتحول خزانات الصرف الصحي إلى أبار تفيض منها المياه الملوثة، الناجمة من طفح المياه الجوفية، واستمع الفريق، أيضاً لعدد من المواطنين، الذين عبروا عن تخوفهم من تكرار كارثة زليتن البيئية في منطقتهم، وما لاحظوه من تأخر الجهات الحكومية المختصة في إيجاد حل جذري في زليتن، وأكدوا معاناتهم خصوصًا بالمناطق القديمة التي تحتوي على آبار قديمة وبيارات تستخدم للرعي، حيث أن المياه كلما يتم شفطها تعود من جديد وتظهر على السطح وتمتلئ الآبار مرة أخرى وتختلط بمياه الصرف الصحي، ومنها ما أندفع تحت أرضية عدد من المنازل.
وتابع الفريق الجهود المبذولة من قبل المجلس البلدي، والشركة العامة للمياه والصرف الصحي، ومكتب الإصحاح البيئي، في محاولة منهم لتفادي كارثة بيئية متوقعة، رغم محدودية الإمكانيات، وسط مخاوف من تضاعف الإشكالية بسبب الآبار القديمة في بئر الغنم، ولوحظ أيضاً غياب دور المركز الوطني لمكافحة الأمراض وعدم قيامه بعمليات الكشف على الوضع الصحي والوبائي والبيئي بالمنطقة وعدم القيام بحملات التعقيم والرش تجنّباً لانتشار البعوض والحشرات الضارة الناقله للأمراض والتي تتواجد بكثرة في المستنقعات والبرك المائيّة الملوثة التي تكونت جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفيه واختلاطها مع الآبار السوداء وآبار المياه، كما تم رصد غياب دور الجهات المختصة في توفير المياه الصالحة للشرب للسكان في ظل تلوث مياه الشرب.
وقام الفريق كذلك بجولة تفقدية لمستشفى القروي ببئر الغنم، حيث تم توثيق الوضعية الجد سيئه للمستشفى الذي يستغل مبنى أصلاً مخصص لسكن الأطباء والأطقم الطبية المساعدة، بسبب توقف الصيانة في المبنى الأساسي للمستشفى منذ أكثر من اثني عشر سنة، ومع هذه المدة ضاعت كل الإمكانيات الخاصة بالمستشفى، ومعدات لم تعد تعمل نتيجة عدم صيانتها وتغيير قطعها، وتم توثيق أن المبنى المخصص بشكل مؤقت للمستشفى، يعاني من نقص الطاقم الطبي ذي الكفاءة والخبرة، والنقص للموظفين المدرّبين، والنقص كذلك في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية، مما أدى إلى تدهور وضع الرعاية الصحية بالمنطقة.
وعقد فريق مكتب الشؤون الإنسانية والطوارئ وقسم الشؤون البيئية والصحية بالمؤسسة، اجتماع ببئر الغنم، مع المجلس ببلدية الزاوية الجنوب، ورئيس لجنة الأزمة والطوارئ بالبلدية، والمتحدث باسم لجنة الأزمة، ومدير المستشفى القروي، مدير إدارة الشؤون الإدارية بالمستشفى، ومدير إدارة المرافق ببلدية الزاوية الجنوب، ومدير مكتب الإصحاح البيئي، ومدير مكتب الشركة العامة للمياه والصرف الصحي، ومدير إدارة النظافة، ومدير مكتب التخطيط العمراني، ورئيس فرع الحرس البلدي، ورئيس مركز الشرطة بالمنطقة.
وتطرق الاجتماع، للوضع بشكلٍ عام بالمنطقة وتزايد القلق والمخاوف من تفاقم الوضع البيئي بالمنطقة في ظل تقاعس وغياب دور الجهات المختصة بالحكومة، وخاصة أنها منطقة تعاني بالأساس من تردي وسوء مستوى الخدمات بشكل عام، وانهيار البنية التحتية والأساسية، وهي على وشك استقبال كارثة بيئية بسبب إرتفاع منسوب المياه الجوفية، واختلاطها بالآبار السوداء، وتعرض عدداً من المنازل لأضرار طفيفة.
وبحث الإجتماع، الصعوبات والعراقيل التي تواجه عمليات الشفط، ومعرفة مسببات المشكلة البيئية وسبل معالجتها بشكلٍ دقيق وسريع، وتم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة مطالبة الحكومة والجهات المختصة الأخرى، بإتخاذ التدابير والإجراءات الاستثنائية للتعامل مع هذه الأوضاع، بما فيها حماية سكان المنطقة، ومساعدتهم على تجاوز آثارها البيئية، وتقديم حل جذري حتى لا تصل الأمور كما حدث في مدينة زليتن