في تسجيل صوتي له قال زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الثلاثاء إنه لا يعترف بشرعية تنظيم داعش الإرهابي وزعيمه أبوبكر البغدادي، مؤكدًا استعداده للتعاون مع التنظيم الإرهابي لو تواجد في العراق وسوريا رغم عدم اعترافه به، وأكد الظواهري، أنه لو كان في العراق أو سوريا لتعاون مع داعش لقتال التنظيم الدولي الذي يحارب داعش ممن سماهم بالصليبيين والصهاينة، مؤكدًا أن هذا الشيء ليس له علاقة باعترافه بداعش أم لا.

 وأضاف "الظواهري" أن البغدادي غير منشغل بما تفعله إسرائيل في غزة وكل ما يشغله هو الخلافة، مطالبًا كل من بايع تنظيم "داعش" التبرؤ منه، ورأى زعيم تنظيم القاعدة، "أن البغدادي ضحى بكل شيء من أجل السلطة، وتمرد على بيعة أمير المؤمنين "الملا محمد عمر" ويطالب الناس بالتمرد والانشقاق عن الصفوف".

ومن الواضح أن التسجيل يدق ناقوس الخطر بين الحركات الإرهابية في الشرق الأوسط، خاصة بعد تأييد عدد من الحركات الإرهابية مثل بوكو حرام وأنصار بيت المقدس لداعش، وانحصار القاعدة بعد مقتل بن لادن، الخبراء أكدوا على أن السيطرة لداعش وأن القاعدة قد انتهت.

قال ياسر سعد، جهادي مصري سابق، في تصريح للبوابة نيوز المصرية، إن ما يحدث هو تنافس بين الجماعات الإرهابية على أساس أن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، ولكن التنظيم لم يسمح بارض تحت سيطرته وطالبان كانت تحكم افغانستان، وهذا عكس داعش التي سيطرت على أراضي كثيرة، وفكرة السيطرة على الارض، اوحت لداعش بأنها ستكون دولة الخلافة، وتنظيم القاعدة حاليًا متآكل، وبعد قتل بن لادن الذي ضعفت القاعدة، أما أيمن الظواهري فمن الصعب أن يحل مكان بن لادن.

وأضاف أن التنظيم حاليًا "مستخبي "، ولكن داعش له تفاصيل غير معروفه وله صراعات في دول كبري مما يزيد من قوته، والمنضمون الجدد يذهبون لداعش وليس القاعدة لأسباب "القوة"، ومع الوقت سيتآكل تنظيم القاعدة بالتدريج، اما داعش فلابد أن تنهزم بشكل كبير حتى تتآكل، وهم نابعين من الفكر الوهابي ولهم قاعدة على الارض وانتشرت بقوة بعد خروجها من السعودية لدول أخرى.

فيما أكد صبرة القاسمي الباحث في شئون الحركات الإسلامية ومؤسس الجبهة الوسطية، أن الإرهاب في الشرق الأوسط لن تضعفه الا الدول الكبرى، ومصر تستطيع القضاء على الإرهاب بالقوات المسلحة والأزهر وهناك من يواجه بالسلاح والفكر، وموضوع الخلافة غريب للغاية خاصة وأن الإصدار السابق للظواهري كان يثنى فيه على البغدادي، والإصدار الحديث لم يفعل ذلك بل هاجمه وربما يكون الظواهري مرتبكا ويبحث عن دور جديد له في الايام القادمة، والخلاف بين القاعدة وداعش ستحسم لصالح داعش لأن القاعدة اختفت بتصاعد قوة داعش وابو بكر البغدادي أحد أهم المؤثرين في الحركات الجهادية، وخلق بؤر جديدة له في أوربا وأمريكا ودول كبرى.

بينما قال إيهاب نافع، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن ظهور أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، قبل ذكرى 11 سبتمبر حاول التأكيد على استمراريته وقدرته على المنافسة، لافتا إلى أن الهدف الأساسي من التسجيل هو رسالة للغرب بأن "القاعدة" قادرة على تهديده وأن تمثل مصدر إزعاج له.

واستبعد طارق أبو السعد، القيادي الإخواني المنشق، أن يؤثر تسجيل زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي، أيمن الظواهري، الذي هاجم فيه تنظيم "داعش" الإرهابي، على أعداد معتنقي الفكر الداعشي، أو المنضمين له، وقال "أبوالسعد"، إن عدم اعتراف "الظواهري" ببيعة "داعش" أو دولة خلافتها، لن يقنع الساعيين للانضمام لها بالتراجع، وشدد على أن من يسعى لـ"داعش" مهوسون بقدرة "داعش" على تنفيذ حلمهم على الأرض وهو دولة الخلافة، مشيرًا إلى أن هذه النقطة تحديدًا من تجعل كفة "داعش" أقوى من تنظيم "القاعدة"، وأشار إلى أن تسجيل "الظواهري"، يتباكي على ملك "القاعدة" الذي زال وورثته "داعش".