قال رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة إن بلاده ماضية في طريق الديمقراطية والإصلاح، وراغبة في حوار في واشنطن يفضي إلى تعاون مشترك في المجالات الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، الأربعاء، أمام مركز الدراسات الإستراتجية والدولية، وهو مركز بحثي مستقل مقره واشنطن، على هامش زيارة رسمية للولايات المتحدة بدأها، الاثنين الماضي، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى.وخلال الكلمة، أكد جمعة أن بلاده “ماضية في طريق الإصلاح والديمقراطية” خاصة بعد أن ضمنت “دستور علماني يضمن حريات الشعب التونسي”.

ولفت إلى “الانتخابات (البرلمانية والرئاسية) هي آخر خطوة في هذه الفترة الانتقالية” لما بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011.وأقرت تونس في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي وثيقة الدستور الجديد الذي وصفه مسؤولون تونسيون بأنه أول “دستور ديمقراطي توافقي” في المنطقة العربية، وهو ثاني دستور لتونس منذ استقلالها عن فرنسا.

واعترف رئيس الوزراء التونسي بأن “السنوات الثلاثة الأخيرة كانت صعبة (على بلاده) بسبب الخلافات السياسية والمشاكل الاقتصادية”.ولفت إلى أن المشاكل الاقتصادية تأتي في مقدمة المشاكل التي تواجهها بلاده.وأضاف موضحا: “لدينا عجز كبير في الميزانية تولد عن ضغط شعبي دفعنا إلى زيادة الرواتب وتعيين موظفين جدد في القطاع الحكومي، وكذلك يوجد لينا نظام للدعم نغطي من خلاله تكاليف الطاقة وغيرها خلال الأعوام الثلاثة الماضية؛ ما أثقل كاهل الميزانية وهو ما ندفع ثمنه اليوم”.

وعاد جمعة مجددا وأكد  أن التحديات التي تواجه حكومته في جوهرها “ليست أمنية أو سياسية، لكنها اجتماعية واقتصادية” بالدرجة الأولى.وطرح عددا من الحلول لمواجهة هذه التحديات ذاكرا من بينها: إصلاح النظام المصرفي، وإيقاف التعيينات في القطاع الحكومي، واستعادة الدولة لسلطتها.من جهة أخرى، أعرب جمعة عن رغبة بلده “الجادة” في “فتح حوار مع الولايات المتحدة يفضي إلى تعاون اقتصادي وأمني وتكنولوجي”.

من جانبه، قال وزير الخارجية التونسي منجي حمدي في حديث خص به مراسل الاناضول أن بلاده ستؤكد من خلال مساعيها الدبلوماسية مع دول العالم على تحسن الوضع الاقتصادي.وأوضح أن “سياسة تونس الخارجية ستقوم على التركيز على الدبلوماسية الاقتصادية من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي والسياحة، كما ستعمل السياسية الخارجية على تحسين وتقوية علاقات طيبة مع جميع الدول بما يدعم المصالح المشتركة دون التدخل في الشؤون الداخلية لها”.

ولفت حمدي إلى أن زيارتهم للولايات المتحدة تهدف إلى “تقوية العلاقات والأواصر” التي تجمع بين البلدين.وقال: “علاقتنا بالولايات المتحدة قوية، لكننا نحاول جعلها أكثر محورية من خلال خلق حوار جوهري يتضمن تعاوناً مشتركاً في مجال التجارة والاقتصاد ولعلوم والتكنولوجيا والامن”.

وتستمر زيارة الوفد الحكومي التونسي برئاسة جمعة إلى واشنطن حتى يوم الجمعة المقبل، وتأتي تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.وبحسب بيان صدر عن رئاسة الحكومة التونسية في وقت سابق، فإن جمعة سيلتقي خلال الزيارة عددا من المسؤولين الأمريكيين، وأعضاء بالكونغرس، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات.

وأضاف البيان أن رئيس الحكومة التونسية سيلتقي يوم الجمعة بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض. وتمثل هذه الزيارة “مناسبة لتأكيد عراقة العلاقات بين البلدين والرغبة المشتركة في تعزيز مجالات التعاون وتنويعها في جميع الميادين”، بحسب البيان.كما سيتم خلالها “بحث سبل دعم التعاون والشراكة بين البلدين في هذه المرحلة الانتقالية؛ بهدف مساعدة تونس على إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي”، وفقا للبيان ذاته.