يشد مهدي جمعة، رئيس حكومة تونس ، يوم الجمعة القادم عصا الترحال في اتجاه دول مجلس التعاون الخليجي في زيارة تستمر من 14 الى  19 مارس الجاري بحثا عن تمويلات لسد عجز ميزانية بلاده للعام الجديد والمقدرة بين  3.5 و  4.5 مليار دينار ، وهي زيارة تسبق زيارتيه نحو فرنسا والولايات المتحدة في بداية شهر ابريل المقبل ، وهي زيارات أطلق عليها محللون تسمية " ديبلوماسية الحقائب".

وتنطلق  الزيارات الخليجية بالإمارات العربية المتحدة ، اذ سيزور جمعة والفريق الوزاري المرافق له إمارتي دبي وأبوظبي ، وهي الزيارة الأهم باعتبار وجود آمل في السخاء الإماراتي الذي برز في المساعدات المالية الهامة التي منحتها الإمارات الى مصر بعد خروج الاخوان منها ، اضافة الى الرغبة التي ستعبر عنها تونس في استعادة نسق الاستثمارات الإمارات لنسقها المعتاد في تونس ، الذي تجمد منذ2008 بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي تضررت منها الإمارات وخاصة بعد توقف مشروعين عملاقين كان مستثمرون إماراتيون أعلنوا عن البدء فيهما في تونس وهما " سماء دبي" الذي عرف بمشروع القرن في تونس ، والمدينة الرياضية والسكنية لمجموعة " آبو خاطر".

ومن الإمارات يتحول جمعة الى السعودية ، التي يآمل التونسيون أن تساعد ثورتهم مثلما فعلت مع مصر وخاصة اثر خروج الاخوان في الصائفة الماضية، رغم أن العلاقات بين البلدين ليست في أفضل حالاتها باعتبار أن المملكة تغيبت عن احتفالات تونس بإصدار دستورها الجديد وتكوين حكومة الكفاءات المستقلة التي خلفت حكومة الترويكا ، التي قادها اخوان تونس لمدة سنتين وبعض الأشهر ، اضافة الى أن التونسيين يحسون بنوع من الاستياء من إيواء المملكة لرئيسهم المخلوع وعائلته ورفض تسليمه للقضاء التونسي ٠

ومن السعودية سيتحول جمعة الى سلطنة عمان ومنها الى البحرين التي تستعد لإطلاق مشروع المرفأ المالي بمدينة آريانة خلال الأيام القادمة والذي سيشتمل على مصارف وشركات تأمين وعديد العقارات المتنوعة ٠

ولم تذكر المصادر الإعلامية في رئاسية الحكومة التونسية آن جمعة سيزور الكويت وقطر ، وهو ما يؤكد أن تونس انتصرت للتحالف الجديد الذي قطع ، على الأقل ديبلوماسيا ، مع الحلف المناصر للإخوان والذي تقوده قطر الحليف القوي لحكومة الترويكا بقيادة حزب النهضة الاسلامي المنتمي الى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين٠

وعلى الصعيد الغربي يحط جمعة يوم غرة أفريل المقبل بفرنسا ، الشريك الاقتصادي الاول والأكبر لتونس ،في طريقه الى الولايات المتحدة الامريكية التي ستشهد انطلاق حوار استراتيجي ، غير آمني أساسا ، ويسعى جمعة الى إقامة علاقة شراكة اقتصادية استراتيجية مميزة ، مثلما كان الشآن مع الاتحاد الاوروبي بما ييسر تطوير الاستثمارات الامريكية نحو تونس والرفع من المبادلات التجارية بين البلدين