يعد فصل الخريف بمنطقة الجفرة مترامية الأطراف التي تحيط بها الكثبان الرملية والجبال والوديان من مختلف جوانبها تمتد لمئات الكيلومترات، هو الأجمل بين الفصول الأربعة باعتدال درجات الحرارة خلاله يتخلله جو هادئ تتمتع فيه الأسر بالتنقل للاستجمام خصوصا مع هطول الأمطار وجريان الوديان، لذلك اتخذ عنوانا لمهرجان بدأت رحلته الاولى قبل 21 سنة اطلق عليه مهرجان الخريف السياحي الدولي بهون.
ويدخل العام 22 للمهرجان وسط استعدادات مدينة هون ومشاركة الاهالي فيه كبيرا وصغيرا رجالا ونساء واطفال وشيوخ .. ليرسم مفردات تجمع بين ماض وحاضرا ورؤية مستقبلية.
وتجرى هذه الأيام الاستعدادات على قدم وساق ووضع اللمسات الاخيرة من خلال اللجان الفرعية التي شكلت من قبل ادارة هذه الدورة الحالية التي اسندت للناشط الاجتماعي أحمد محمد الزروق تامر . حيث اقترحت عددا من الاماكن التي تستوعب المشاركين والحضور والزوار من الضيوف المحتملين من بين الأماكن المقترحة : مزرعة الفوارة التي سيكون فيها الافتتاح الرسمي والذي يشهد عروض فرق الفنون الشعبية المشاركة والمدائح والاذكار والفرسان وتحكى فيه مغناة الخريف شعرا ولحنا يؤديها احد فناني المنطقة بمصاحبة فرقة هون للموسيقى ، لتظهر بعدها مفاجاة الدورة 22 والتي من المعتاد ان تكون عبارة عن مجسم ضخم لاحدى ادوات الاستخدمات المنزلية يقوم على تصميمه المبدع والفنان التشكيلي حسين درفون.
الحفلات الفنية والعروض الموسيقية للفرق بمسرح الشهداء وبيت الثقافة ومسرح الحرية بالمجمعات الادارية ، ومتحف الكوماندا وسط هون الذي عادة ما يضم اجنحة المعارض من الصناعات التقليدية والاكلات والازياء والحلي الشعبية والفنون التشكيلية والنحت وغيرها، وشارع النخلة بالمدينة القديمة والكثبان الرملية التي تتجسد عليها جملة من الالعاب الشعبية القديمة من ضمنها شد الحبل والمصارعة وتخطي الجرد والعاب متنوعة أخرى، وضاحية القصر دار بركوس للتراث التي تضم المعدات التقليدية القديمة والتاريخية وتتجسد قربها ملامح حياة المزارع وطرق الري والجبادة وصناعة خبزة الفرن.
ويصاحب فعاليات المهرجان خلال أيامه الثلاثة، ملتقى الخريف الثقافي الذي أسسه الشاعر والكاتب المرحوم السنوسي حبيب أحد رمز الحركة الادبية في ليبيا ويشتمل على اقامة عدد من الأمسيات الشعرية والاصبوحات والقراءات النقدية والمحاضرات والندوات التي تقدم فيها العديد من الأوراق البحثية في الفن و اللغة والتراث و الأثار.