ما تفسده «سوشيال ميديا» تُصلحه أيضاً «سوشيال ميديا».. هذا ما أثبتته قصة فتاة مصرية، تم تداولها صور خطبتها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، وانهالت عليها تعليقات التنمر؛ سخرية من مكياجها وملابسها؛ الأمر الذي أدى إلى فسخ خطبتها بعد ساعات من تداول الصور، حتى عادت «سوشيال ميديا» لتداوي جرحها وتجبر بخاطرها.
البداية كانت مع صور متداولة لفتاة مصرية لا يُعرف غير أن لقبها «زلابية»، وهي من القاهرة، لدى خطبتها، بعدما شارك ذووها تلك الصور عبر «فيسبوك» سعادةً بالخطبة كأي عروس تفرح بهذا اليوم، إلا أنها فور أن تمت مشاركة لقطات من حفل الخطبة البسيط الذي أقيم بأحد الشوارع المصرية، تعرضت لسيل من تعليقات التنمر الجارحة، سخر أصحابها من شكلها مع المكياج الذي وضعته والفستان.
ولم يستغرق الأمر سوى 24 ساعة فقط من الخطبة وما تلاها من تعليقات جارحة عبر «سوشيال ميديا» إلا أن قام خطيبها بـ«فسخ» الخطبة، بعد تداول تلك التعليقات وبتحريض من زملائه ضد خطيبته.
أفسدت «سوشيال ميديا» فرحة «زلابية»، التي التقط قصتها متطوعون يعملون في مجال التجميل من محافظة أسيوط (جنوبي مصر) جاؤوا خصيصاً إلى القاهرة – بعد أن رصدوا تلك الواقعة - وبدافع إنساني بحت، إلى العاصمة؛ بحثاً عن «زلابية» لدعمها ومساندتها.. من الجنوب إلى العاصمة أتوا بعدما رأوا هذا الكم الهائل من السخرية والتعليقات الجارحة التي تعرضت لها الفتاة، ومنهم خبيرة التجميل ولاء محمد، التي بحثت عن «زلابية» لتقديم المساعدة لها، التي شملت «ميك آب وتصفيف الشعر»، لإخراجها من الحالة النفسية التي مرّت بها.
ووجدت تلك اللفتة الإنسانية ترحيباً كبيراً عبر «سوشيال ميديا» ووصفها رواد مواقع التواصل بأنها «جبر للخواطر».
وعبر مواقع التواصل أيضاً، تداول ناشطون تلك القصة من البداية للنهاية، مصحوبة بصورة «زلابية» أثناء حفل الخطبة وكذلك صورها بعد مساعدتها ودعمها من قبل المتطوعين الذين ساندوها، ما أدى إلى حملة عكسية في مواجهة التنمر الذي تعرضت له، وإدانة لهذا السلوك الذي أفسد فرحة فتاة بخطبتها. وانهالت تعليقات الدعم والمساندة لـ«زلابية»، وتعليقات إدانة «التنمر» الذي تعرضت إليه بهذا الشكل، جبراً لخاطرها وإصلاحاً بسوشيال ميديا لما أفسدته سوشيال ميديا.