نشر موقع مودرن دبلوماسي المتخصص في التحليلات السياسية تقريرا تحدث فيه عن أخر مستجدات الأوضاع في ليبيا، مسلطا الضوء على وقف إطلاق النار الصامد في البلاد والانتخابات المزمع إجراؤها في مهاية العام لوضع البلاد في الطريق الصحيح مشددا أن هذين الشبيئين يوفران نافذة أمل نادرة للدول المضطربة.

وقا الموقع في أعقاب التطورات الإيجابية الأخيرة أشار المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا خلال إحاطة لمجلس الأمن يوم الجمعة إلى تجدد الأمل في إحلال السلام في البلد المتضرر من النزاع ، وعودة الاستقرارإلى  جميع أنحاء المنطقة.

أوضح يان كوبيش المبعوث الخاص للأمين العام إلى ليبيا ورئيس بعثة دعم الأمم المتحدة في البلاد التقدم المحرز منذ اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، وإطلاق منتدى الحوار السياسي الليبي والبدء في عملية إعادة توحيد مؤسسات الدولة.

ودعا جميع الأطراف إلى مضاعفة التزامها بعملية السلام في ليبيا والاستمرار في المسار قبل الانتخابات الحاسمة في ديسمبر.

خطوات وعقبات

ورحب كوبيش باستمرار الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، وقال إن بناء الثقة بين الطرفين مستمر على الرغم من الاشتباكات العرضية بين الجماعات المسلحة.

وفي الأشهر الأخيرة أطلق الجانبان سراح مئات الأسرى والمعتقلين  مع إطلاق سراح شبه أسبوعي في مناطق متفرقة من البلاد خلال شهر رمضان.

وتتواصل الجهود أيضًا نحو نشر مراقبي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لدعم آلية مراقبة وقف إطلاق النار التي يقودها الليبيون ويملكونها.

ومع ذلك فقد توقف التقدم في القضايا الرئيسية مثل إعادة فتح طريق ساحلي رئيسي وسحب المرتزقة الأجانب والمقاتلين الأجانب المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر والتي أقرها مجلس الأمن في القرار 2570 لعام 2021.

بالإضافة إلى ذلك قال إن تقريرًا صدر مؤخرًا عن لجنة الخبراء المكلفة بالإشراف رسم صورة قاتمة لعدم الامتثال لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا.

انتخابات حاسمة

وقال كوبيش "إن الأمر متروك للسلطات والمؤسسات الليبية لاستخدام فرص الوحدة والسيادة الوليدة المستعادة حديثًا لمواصلة الانتقال السياسي".

وأشار إلى التقدم المحرز في التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر بما في ذلك إنتاج 2.3 مليون بطاقة ناخب، لكنه قال مع ذلك إنه لا يزال هناك العديد من الخطوات.

تقع على عاتق مجلس النواب مسؤولية توضيح الأساس الدستوري للانتخابات واعتماد التشريع الانتخابي اللازم بحلول 1 يوليو، مما يتيح للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات في البلاد وقتًا كافيًا للتحضير قبل التصويت.

ومشروع قانون بشأن الانتخابات الرئاسية المباشرة جاهز لعرضه على مجلس النواب بحسب رئيسه. وحذر كوبيش من أن الاستعدادات للانتخابات لن تكون مجدية إذا لم يتم تبني القانون.

المرتزقة والمقاتلون الأجانب

مع استمرار ليبيا على طول الطريق نحو الانتخابات وبناء المؤسسات يظل وجود ونشاط الآف من المرتزقة والمقاتلين الأجانب والجماعات المسلحة تهديدًا خطيرًا ليس فقط لليبيا ولكن للمنطقة بالكامل.

وفي إحاطته الإعلامية اليوم أشار كوبيش إلى حوادث العنف الأخيرة في تشاد بما في ذلك الاشتباكات مع الجماعات المسلحة التي قتلت رئيس تشاد إدريس ديبي في أبريل.

إن الحركة العالية للإرهابيين والجماعات المسلحة ، وكذلك حركة المهاجرين واللاجئين الذين يتم الاتجار بهم عبر الحدود المليئة بالثغرات من قبل شبكات الجريمة المنظمة كلها تزيد من خطر عدم الاستقرار.

وفي هذا السياق قال كوبيش إنه يجب سحب المقاتلين الأجانب والجماعات المسلحة ذات الأصول في المنطقة بطريقة منظمة مصحوبة ببرامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج إلى جانب الجهود المبذولة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع.