دعا أئمة وباحثون موريتانيون إلى حماية وحدة الأمة من التفرق والفتن باعتبار ذلك واجبا شرعيا واجتماعيا وترسيخ قيم المجتمع المسالم الذي يطمح الجميع إلى قيامه وهو مجتمع السلم والإخاء والمحبة والمساواة والعدل.

واعتبر المشاركون في ندوة نظمتها السلطات للتخفيف من حدة التجاذب العرقي والطبقي، حول موضوع "وحدة الأمة وحمايتها من التفرقة والفتن واجب شرعي"، ان ما تشهده موريتانيا منذ أشهر من تبادل للاتهامات بالعنصرية والطبقية، نتاج معاناة من الظلم والغبن وانعدام مساواة في الحقوق بين الفئات المجتمعية.

وستقدم خلال هذه الندوة التي يشرف عليها المجلس الأعلى للفتوى والمظالم والهادفة إلى توطيد عرى المحبة وتمتين الروابط بين كافة مكونات وشرائح المجتمع الموريتاني، عديد العروض حول كيفية بناء وحدة الأمة وكيفية حماية مقوماتها وغيرها من المواضيع ذات الصلة.

وأكد رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم العلامة محمد المختار ولد امباله أن الندوة تمثل فاتحة سلسلة من الندوات والأعمال الفكرية والثقافية الرامية إلى إنارة الرأي العام حول المفاهيم الاسلامية الصحيحة للمجتمع المسلم المثالي، وهي المفاهيم التي تنبني على المحبة والتفاهم والحوار والتشاور والتسامح والعفو والتضحية من أجل المجتمع.

واعتبر ولد امباله أن هذا النوع من الأعمال يأتي في طليعة مهام المجلس الاعلى للفتوى والمظالم الذي هو معني بحل الاشكالات الشرعية التي تعترض المواطن في حياته اليومية والسعي في رفع الظلم عنه والاسهام في إثراء الساحة الفكرية والثقافية وإنارة الرأي العام وإزالة اللبس حول المواضيع ذات الطبيعة الاجتماعية أو السياسية، وتوضيح موقف الشرع منه للجميع.

ودعا رئيس المجلس الأعلى الهيئات والعلماء والمثقفين الى التحديات التي تجعل من واجب التصدي لها بكل صدق وإخلاص رافعين أصواتهم بكلمة الحق ومحذرين من مخاطر الدعاية الهدامة التي تهدد وحدة الأمة وتماسكها وتنشر أفكار الغلو والتطرف والإلحاد والتعصب يساعدها في ذلك فضاء إعلامي مفتوح ليس لحريته حدود.

وتمثل هذه الندوة أول توجه رسمي لمعالجة العنصرية وتخفيف التجاذب العرقي والسياسي بموريتانيا، كما انها فاتحة لسلسلة من الندوات والأعمال الفكرية والثقافية وضعتها الحكومة لإنارة الرأي العام حول المفاهيم والقوانين الجديدة خاصة بعد ان احتدم الخلاف بين الحركات المناهضة للعبودية وبين السلطة التقليدية والمتمثلة في شيوخ القبائل وائمة المساجد، حسب العربية نت.