اعتقلت السلطات الموريتانية صباح اليوم الجمعة في مدينة نواذيبو، شمالي موريتانيا، محمد الشيخ ولد محمد الذي كتب مقالا أثار جدلا كبيرا واستنكارا واسعا وحذفه الموقع الذي نشره واعتذر عنه، أساء فيه صاحبه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. واتهمه "بإبادة يهود بني قريظة" ، وقال "إن الإعدام نفذ فيهم سواء من اتهم منهم بنقض العهد أو من لم يتهم..."، وقال في فقرة أخرى "..والأخوة و علاقة الدم و القربى تمنح حق الرحمة لقريش في الفتح و تحرم بني قريظة من ذلك الحق" وفق تعبيره
والمعني هو نجل حاكم مدينة انواذيبو محمد ولد امخيطير وهي المدينة الساحلية التي تحد المملكة المغربية ، بمثابة عاصمة موريتانيا الاقتصادية وكان مقاله ب عنوان: "الدين والتدين ولمعلمين".، وتعني كلمة "لمعلمين" شريحة اجتماعية ينتمي لها الكاتب وقد عرفت بمهنة الحدادة، لكنها من الشرائح الموريتانية التي تعرضت للتهميش والظلم التاريخي ونسجت حولها الأساطير التي وضعتها عرضة لسخرية المجتمع ونظرته الدونية واتهامها أنها من أصول يهودية.
وأعلنت أسرة محمد الشيخ أنها تبرأت منه مطالبة بتطبيق شرع الله فيه، فيما ترجح المصادر أن توجه له تهمة "الردة".
وكان المتهم قد نشر يوم الخميس - قبل اعتقاله بساعات - "توضيحا"، قال فيه:" لقد تابعت خلال الأيام الماضية ردات الفعل المختلفة حول مقالي "الدين والتدين و لمعلمين" و التي كانت في أغلبها ردات فعل تكفيرية و عنصرية إلى حد بعيد و اتصالات هاتفية مشحونة بالتهديد و الوعيد.
لقد ساعد في ردات الفعل تلك مجموعة عوامل منها:
التحليل التآمري المتأصل لدى "أزواي" و المتمثل في تهويد و تكفير و تهميش كل ما هو "أمعلم" و الأخذ بسطحيات الأمور من أجل قضاء حاجات في أنفسهم المريضة قضوا منها و طرا فيما مضى و ذلك من خلال تلفيقهم للأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و الرسول منها براء مثل : "لا خير في الحداد ولو كان عالما"..
إن من يتجرأ على و ضع الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم سوف لن تمنعه أخلاق و لا دين عن القيام بتأويل مقال لشخص بسيط في عالم مغمور و لاسيما إذا كان هذا الشخص "أمعلم" ، و لن يبخلوا جهدا في تحريك العاطفة الدينية لدى عامة المسلمين إذ وصلت بهم الوقاحة إلى إشاعة أن "لمعلمين" أساءوا للرسول صلى الله عليه و سلم من خلال مقال كتبه "أمعلم" ، و هكذا تماما كما أشاعوا قبل هذا أن من اسقط ثنية الرسول صلى الله عليه و سلم في غزوة أحد هو "أمعلم".
وأكد المعني إنه "لم يسئ فيما مضى عن قصد أو عن غير قصد للرسول صلى الله عليه و سلم و لن أفعل مستقبلا ، و لا أؤمن أن في هذا العالم من هو أكثر مني احتراما له صلى الله عليه وسلم."
لكنه لم يتراجع عن ما جاء في مقاله المثير وقال "إن جميع الأحداث و الوقائع التي ذكرتها في مقالي السابق هي أحداث حقيقية و تاريخية و كجميع الأحداث لها مظاهرها السطحية و مغازيها العميقة."