دعا علماء دين وأطباء بموريتانيا إلى إحياء العلاقة بين الطب والفقه للخروج بمقاربات في مواضيع مختلفة تنير الرأي العام وتضيق دائرة الاختلاف ويستفيد منها الفقيه والطبيب والمستفتي جميعاً.
وانطلقت يوم أمس الأحد بنواكشوط أعمال ندوة علمية تحت عنوان "العلاقة بين الفقه والطب" منظمة من طرف المجلس الأعلى للفتوى والمظالم بالتعاون مع السلك الوطني للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان، حسب العربية نت.
وأكد رئيس المجلس الفقيه محمد المختار ولد امباله في كلمة بالمناسبة أن هذه الندوة تأتي تتويجاً لما تقوم به الحكومة بالسهر على توعية المجتمع وتعليمه وخدمة قضاياه الدينية والدنيوية، وانسجاماً مع مهمة المجلس الأعلى للفتوى والمظالم الذي يسعى لتقديم الفتوى الفقهية المؤسسة على الدليل، المربوطة بالمناط الصحيح.
وأبرز رئيس المجلس الأعلى العلاقة الوطيدة بين الفقه والطب خاصة في مجال الفتوى في الرخص في الفطر، وقال إن تلك العلاقة تتجلى في أوضح صورها "حين يتعلق الأمر بصيام رمضان، بوصفه ركن من أركان الإسلام تجب المحافظة عليه ولا يجوز فطره إلا لعذر من سفر أو مرض مضر، ولا يمكن تحديد طبيعة المرض ومدى ضرره وتأثير الصيام فيه إلا من طرف الطبيب العارف ولا يمكن للفقيه أن يفتي بالفطر إلا إذا علم أن الصوم يضر بصحة الشخص لأن ذلك هو مناط الرخصة في الفطر".
وأشار ولد امباله إلى أن المجلس سينظم خلال هذه الأيام ندوات في موضوعات أخرى "نظراً إلى أنه كلما دخل شهر رمضان أو اقترب دخوله تصبح الاستفتاءات المتعلقة بهذا الموضوع تنهال على الأطباء والفقهاء بكثرة، وربما يقع في بعض الأحيان نوع من التعارض بين الإجابات نتيجة للاختلاف في التصورات".
وأوضح رئيس المجلس أن هذه الندوة تكتسب أهمية خاصة لأنها تتعلق بمصلحتين تعتبران على رأس المصالح الضرورية التي اتفقت الشرائع على وجوب حفظها، إنهما مصلحتا حفظ الدين وحفظ النفس اللتان لا تمكن المحافظة عليهما إلا بالرجوع إلى علم الفقه وعلم الطب ولذلك عدا أهم العلوم وأنفعها على الإطلاق.