أصبح "موسى تواتي" عنصرا انتخابيا معروفا لدى الهيئة الناخبة الجزائرية بعد ترشح في المرتين الفائتتين. وإن لم يحقق فيها الشيء الكثير إلا أن ضمن لنفسه و لحزبه الجبهة الوطنية الجزائرية مكانا على المستوى المحلي والبرلماني رغم تراجعها في المحليات السابقة في ماي 2012. ويبدوا أن الرجل الجامعي في تكوينه وجذوره النضالية الثورية وكذا انتماءه إلى مؤسسة الجيش الجزائري تجعل منه ورقة لا بد من حسبان تأثيرها ونظرتها المصرة المتنامية.

 

النشأة والسياسة

 

ولد "موسى تواتي" في 03 أكتوبر عام 1953 بقرية "بني سليمان" التابعة لمحافظة "المدية" (90 كلم عن العاصمة الجزائر) وهو ابن شهيد، استشهد والده سنة 1958، وهو لم يتجاوز خمس سنوات وهو ينتمي إلى أسرة مكونة من سبعة إخوة، احتل موسى فيها المركز الرابع. عاش طفولته بمدينة "تابلاط" بنفس المحافظة حيث زاول دراسته الابتدائية قبل أن ينتقل إلى الجزائر العاصمة التي تحصل فيها على شهادة التعليم المتوسط ثم تحصل فيها على شهادة البكالوريا.

تربى وتكون في مراكز أبناء الشهداء بعد استقلال البلاد إلى غاية 1971م فقد نشأ في بيئة وطنية نضالية، و عرف بنضاله الجامعي وبعدها نضاله في صفوف أبناء الشهداء منذ سنة 1982و في 1989.02.18 قام بعقد الندوة التأسيسية حيث تم إعلان هذا اليوم كرمز لليوم الوطني للشهيد وبقر ثلاث سنوات رئيس للمنظمة. وبعدها قام بتأسيس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء سنة 1991 وترأسها إلى غاية 1998 وهو تاريخ تأسيس الجبهة الوطنية الجزائرية التي يرأسها حتى الآن.

وكان في كل مرة يترشح فيها للرئاسيات المبادر بتقديم ملفه والمصرح بممتلكاته كما ينص عليه قانون الترشح والانتخاب بالجزائر.

 

"موسى تواتي" عون المخابرات

 

انخرط "موسى تواتي" بعد حصوله على شهادة الباكالوريا في صفوف الجيش الجزائري وكان من الدفعات التي أرسلت إلى سوريا وليبيا في تكوين خاص، وكان ذلك سنة 1974 ليلتحق بعد ذلك بصفوف الجمارك الجزائرية سنة 1978 وفي سنة 1984 التحق بصفوف الأمن العسكري حيث اشتغل مدة أربع سنوات.
قبل أن ينتقل"تواتي" إلى النضال و السياسة.

و يجدد عميد الصحفيين بالجزائر "الطاهر بن عيشة" في خرجاته المثيرة للجدل دائما تصريحات نارية كالتي خصت مرشح الرئاسة "موسى تواتي" والذي يتهمه الأول بالوشاية وبعون المخابرات المبلغ عن تحركات أصحاب الفكر والثقافة والإعلام سنوات حكم الرئيس الراحل "هواري بومدين" وقتما كان "مجندا في جهاز المخابرات لملاحقة المعارضين من فئة المثقفين على وجه الخصوص، كان لا يبرح مقهى "اللوتس" حيث يلتقي عادة رموز الثقافة في وسط العاصمة فترة السبعينات، يترصد كل شاردة وواردة، يسمع همسنا ويعدّ أنفاسنا، ثم يتولّى كتابة التقارير الأمنية عن المقابلات الشخصية وزوّار المقهى ونقاشات الحضور" كما ذكر "بن عيشة. لكن ورغم ذلك فالمتتبعون لا ينقصون للرجل وزنا لعدة اعتبارات أبرزها الانتماء الجغرافي له في منطقة "التيطري" وسط البلاد المعروفة بالطابع الفلاحي أكثر وهم اللذين وجدوا مرشحا منهم لأول مرة في الرئاسيات بديلا عن أصحاب الشرق والغرب اللذين لا يمثلون إلا مناطقهم كما يرى ذلك مساندوه من منطقته، وهو ما يفسر سرعة جمع عدد التوقيعات الخاصة بترشحه ويفسر حصده لثالث تمثيل برلماني قبل الانتخابات البرلمانية السابقة كثالث قوة برلمانية وبالتأكيد هي الأرضية التي سيعول عليها "تواتي" في حملته لرئاسيات ال17 أفريل المقبل.

 

"موسى تواتي" برنامج الفكر الموعود

 

ظل "موسى تواتي" يركز في حمالاته الانتخابية على فكرتين أساسيتين أولاها التفكير في  بناء الفرد قبل بنا المصانع وأرضيات الاقتصاد لأن الإنسان هو مبدعها كما يقول لذا وجب الاهتمام به أولا، وفكرته المحورية الثانية يقترح فيها بشأن المعضلة السياسية، أرضية عمل سياسي تشارك فيها جميع التشكيلات السياسية، ونظاما برلمانيا توسع من خلاله صلاحيات كل الهياكل الانتخابية، لتجسيد ممارسة الشعب للسيادة عن طريق منتخبيه ويقلص ما يسميه بفكر الإنفراد بالحكم والسلطة.

و ترشح في الانتخابات الرئاسية لعامي 2004 و 2009 ضد ذات الرئيس المرشح واتهم الإدارة بالتلاعب في نتائجهما وتقليص حجمه وحجم الأصوات التي فاز بها. وهو اليوم في الانتخابات التي يجدد عهدها معه يعاود التركيز على فكرةاسترجاع ثقة المواطن الجزائري بنفسه ودولته بتطهير مظاهر الانحراف والفساد المتمثلة أساسا في المحسوبية، الجهوية، المنفعة الذاتية، الرشوة والمضاربة ونهب المال العام، إضافة إلى إجراء تغييرات على كافة المستويات، وكلها أهداف نبيلة ولكن وقائع الرئاسة ونظام الحكم قد لا يجعله له ولهذه الأهداف مخرجا لتجسيد صدقها وإن كان محسوبا على النظام  بحكم تكوينه العسكري.