في لقاء فريد بين موسيقى "الريغي" وموسيقى "الأفرو بوب"، وكلمات بلكنة أفريقية مميزة، ولغات عالمية، أحيا الموسيقي السينغالي "ميتا وكورنيستونز"، مساء الجمعة، حفلا موسيقيا صاخبا على شاطئ مدينة الصويرة، غربي دولة المغرب.

وتفاعل الجمهور بحماسة، مع الحفل الذي يأتي ضمن فعاليات مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم" ، والذي تنتهي فعالياته غدا الأحد.

"وكورنيستونز" فنان شاب ولد في العاصمة السنغالية دكار، واستهوته الموسيقى وإيقاعتها منذ طفولته، فكون في وقت مبكر إلى جانب أصدقائه أندية موسيقية، ليتوج فريقه عام 2000 كأفضل مجموعة "هيب هوب " و" الريغي" (من الموسيقى الجاميكية الكاريبية الأفريقية) من قبل المركز الثقافي الفرنسي في دكار.

وازداد تألُق الموسيقي السينغالي، بعد انتقاله إلى نيويورك، حيث التقى مجموعة من الموسيقيين، لينتج عام 2008، برفقة مجموعته الجديدة، أول ألبوم موسيقي حمل عنوان "الموسيقى إلى الأمام"، فيما سمى ألبومه الثاني الذي أصدره بجامايكا "السلطة القديمة"، واعتُبر تكريما للحكماء القدامى ولتاريخ البشرية.

ويعد المزج بين أنماط موسيقية مختلفة كموسيقى "الريغي" و"البوب"، وأنغام "كناوة" الروحية، أحد أهداف المهرجان، من أجل إخراج "كناوة" إلى ساحة العالمية، والعمل على جعلها "لحنا إنسانيا كونيا"، يلغي الحدود والحواجز بين الشعوب وتلتقي على أنغامه أعراق وجنسيات مختلفة.

ويعتبر مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم" أحد أبرز المهرجانات الفنية والثقافية التي تقام في المغرب في فصل الصيف.

وتعد موسيقى كناوة، صنفا من الموسيقى الدينية الروحية، اشتهر بها الزنوج المغاربة الذين استقدموا ألحانها وآلات العزف عليها ومن بينها "الهجهوج" و"القراقب" من الموروث الشعبي الأفريقي، وكثير من إيقاعاتها تشبه موسيقى القبائل الأفريقية في مناطق جنوب الصحراء، لكنها تؤدى بكلمات عربية تدور أغلبها حول تيمات روحية ودينية.

وانطلقت، الخميس الماضي، فعاليات مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم"، في دورته السابعة عشر، ويشكل المهرجان، حسب المنظمين، تجربة موسيقية فريدة، إذ تجمع خليطا متناغما من التراث الكناوي الغني ومختلف موسيقى العالم، تمت برمجتها في 30 عرضا موسيقيا على ستة أماكن طيلة مدة المهرجان.

ويستقبل المهرجان أسماء كبيرة في عالم الجاز وموسيقى العالم، من أجل إقامة العروض الفنية، والحفلات الموسيقية، بمشاركة فنانين وفرق من مدن مغربية، ودول الولايات المتحدة ، وألمانيا، وفرنسا، ولبنان ودول جنوب الصحراء.