استمتع جمهور مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" المقام في مدينة الصويرة، غربي المغرب، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، بمزيج من موسيقى كناوة الأفريقية وموسيقى الجاز القادمة من جزيرة المارتنيك الفرنسية في بحر الكارييبي.
وعزف الفرنسي، ماريو كانونغ على آلة البيانو، بجانب فرقته المكونة من عازف الغيتارة والطبل الكهربائي، وهو من مواليد فور دو فرانس، ويعرف بموهبته الغنائية، إضافة إلى التأليف الموسيقي الفريد من نوعه.
وظهر ماريو كانونغ، بمارتينيك (إقليم فرنسي ما وراء البحار)، وأسس في ثمانينيات القرن الماضي مجموعة الجاز الأسطورية، "إلترامارين" برفقة إين غيون لي، وباغو بالتازار.
وامتد تعاون كانونغ إلى مغنيين عالميين كمختار صامبا و إيتيانمبابي، حيث سيقومون بكتابة صفحات تاريخية بادماج الجاز والموسيقى الأفروكاريبية.
وكعادة المهرجان، قدم المغني وصلة موسيقية مع فرقة موسيقية كناوية مغربية. واختلطت ألحان ألة البيانو بإيقاعات آلتي "القراقب" و"الكمبري" (أهم الآلات المستعملة في فن كناوة)، مما أعطى نوعا موسيقيا جديدا.
وقال كانونغ في تصريح لمراسلة الأناضول، إن الموسيقى في اعتقاده الخاص، "لغة عالمية ساحرة ، لا حدود لها، تستطيع أن تجمع الناس من كل المشارب"، مضيفا أنها وسيلة للسلام.
ويعتبر مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم" أحد أبرز المهرجانات الفنية والثقافية التي تقام في المغرب في فصل الصيف.
وتعد موسيقى كناوة، صنفا من الموسيقى الدينية الروحية، اشتهر بها الزنوج المغاربة الذين استقدموا ألحانها وآلات العزف عليها ومن بينها "الهجهوج" و"القراقب" من الموروث الشعبي الأفريقي، وكثير من إيقاعاتها تشبه موسيقى القبائل الأفريقية في مناطق جنوب الصحراء، لكنها تؤدى بكلمات عربية تدور أغلبها حول تيمات روحية ودينية.
وانطلقت، الخميس الماضي، فعاليات مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم"، في دورته السابعة عشر، ويشكل المهرجان، حسب المنظمين، تجربة موسيقية فريدة، إذ تجمع خليطا متناغما من التراث الكناوي الغني ومختلف موسيقى العالم، تمت برمجتها في 30 عرضا موسيقيا على ستة أماكن طيلة مدة المهرجان.
ويستقبل المهرجان أسماء كبيرة في عالم الجاز وموسيقى العالم، من أجل إقامة العروض الفنية، والحفلات الموسيقية، بمشاركة فنانين وفرق من مدن مغربية، ودول الولايات المتحدة ، وألمانيا، وفرنسا، ولبنان ودول جنوب الصحراء.